التحالف والتشخيص القاصر

الازمات والاختناقات في اليمن  العصبوية وصلت إلى مرحلة " الرجل المريض " الذي لا أمل في شفائه  ، وكانت القضية الوطنية الجنوبية أبرز ازماتها وامراضها،  بمعرفة الجوار منذ 1994م ، فتكاثفت تلكم الأزمات حتى اوصلتها لحرب يخوضها التحالف العربي ، غير محسومة ولن تحسم .

كانت المبادرة الخليجية هي اساس التشخيص القاصر الذي لم يسع الأزمات الفعلية كما هي حتى تكون معالجتها ناجعة، ثم جاء التدويل ليشرعن ذلك الأساس بكل سلبياته وقصوره.

فالمبادرة عالجت مسائل الخلاف على  الثروة والسلطة والحصانة لنخب حاكمة فسدت حتى تعارضت وتضادت مصالح فسادها ، فتسربل جناح منها بثورة التغيير  بمظلة إخوان اليمن  والاخر بحوثة اليمن !! ليقع الجوار في فخ حرب لاعادتها وحماية امتيازاتها وهو ما لا يستطيع حسمه !! .

الجوار الآن يحارب أو يدفعه التدويل للحرب ليثبت أن مبادرته ليست قاصرة فاشلة كونها مدعومة بقرارات دولية ، ويعلم يقينا ان من القرارات الدولية ماهو شرك ومصيدة دولية أكثر منها حل لقضية محلية . ومنها القرار ان القرار 2216 فهو مصيدة استنزاف أكثر منه حل قضية تتكون قضايا مركبة معقدة كحال الأزمة اليمنية ، ورغم ذلك فالتحالف مصر على المرجعيات التي لن تحل قضايا القضية بل ستجعله يغرق فيها  !!.

للحرب تداعياتها وأثارها ووفقا للقانون الدولي ، فان على الدول التي تحارب في أي بلد سواء لاحتلاله أو لنجدته تقع مسؤولية الإدارة والإشراف والأمن والخدمات على الأرض المحررة حتى الوصول للاستقرار ، والتحالف تخلى عن مسؤوليته خاصة في الجنوب الذي كان تحريره عنوانا صارخا على تفرد واختلاف قضيته عن سائر قضايا اليمننة!! .

اعتمد على شرعية دولة يعلم أن رأسها جنوبي وسائر وظائفها ميمننة ، ماجعلها عضو غريب الاداء لم يتجانس والقضية الجنوبية ، فكان إخوان اليمن الجزء الرئيسي  المسيطر عليها والمتحكم بها ويتبرأون من سلبياتها وفسادها وقصورها ، يمارسون كعادتهم أيام عفاش دور السلطة والمعارضة في آن واحد ، بمعنى " يكون لهم دور في قتل القتيل  ويسيرون في جنازته يدعون له بالمغفرة بازدواجية غريبة، ففشلت الشرعية في كل شيء ، والإخوان يريدون لها وللتحالف الفشل جنوبا وحتى شمالا حتى يصير مشروع الشرعية وحرب التحالف أدوات صافية بلا شوائب للتمكين الإخواني ، مع انجاح نموذجهم في مأرب والسعي المستمر ليسقط الجنوب بأيديهم بعد استطاعوا اخير إسقاط تعز.

ظل التحالف يتفرج على تعثر نموذج الشرعية  في الجنوب الواقع في ازدواجية سلطة شرعية صورية تتقمص فعليا مشروع الاخوان الذين هم جزء من مشروع صنعاء المعادي لحركة استقلال الجنوب ،  كل ذلك تعارض  في الجنوب مع مشروع وطني ومقاومة جنوبية ، فلم تنجح الشرعية  الا بإدارة الفساد والشللية والتعذيب الجماعي بالخدمات  وإلقاء سبب الفشل على مشروع الاستقلال الذي لا علاقة له بالشأن التنفيذي ، لكنه على طريقة " اكذب واكذب حتى يصدقك الناس " !

الفشل في الجنوب وغير الجنوب  يتكاثف على شكل تقارير أممية انسانية ضد التحالف التي  ترصد الجانب الانساني والسجون والاعتداء على المدنيين .الخ ..والتقرير الأممي الأخير بشأن حقوق الإنسان كأن خلاصته تقول للتحالف : قف لا تتجاوز حدودك !!، فانتهاكاتك وانتهاكات الشرعية التي تدعمها لحقوق الإنسان لم تعد تطاق!!

والمؤكد أن التقرير حوى توصيات من منظمات عمل مدني إخوانية  كانت ترصد لتثبت أن الانتهاكات يتحمل مسؤليتها على التحالف أو بعض دوله وكذا  المفردات الأمنية الجنوبية لكن التقرير لم يأت وفقا لما تريد لذ نالت الشرعية نصيبها وافرا في التقرير جنوبا ، وللافت انه تقريبا المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تبنى فيها التقرير الامني اهم مفردات وتوصيفاتها الحوثيين بأن حرب التحالف عدوان وهو جرس إنذار  !!!.

مقالات الكاتب