العصيان المدني

 ليس الهدف من العصيان المدني أن تنفلت الأمور وتتحول إلى سلب ونهب وفوضى، فهذا ليس من العصيان المدني ، بل فوضى الهدف منها إنقاذ فساد الشرعية ومفسديها وطوق نجاة لهم.

 العصيان المدني لا يقطع طريق !!! ولا يشعل حرائق!!!...  بل تبقى حياة الناس في مسارها المعتاد...
 
 العصيان المدني هو  مقاطعة  السلطة ورموزها  ، ووقف اي تعامل معها ، او مع أدواتها ماعدا الخدمات الضرورية لحياة الناس.

  العصيان المدني يعني أن  لا طاعة لاي سلطة من سلطات الشرعية ، ولا تعامل معها !!، ولا دفع اي نوع من انواع الرسوم لها!! ..يستمر ذلك ولا يتوقف حتى تصاب السلطة بالشلل ،  او تستجيب لمطالب محددة يتم طرحها كمطالب للشعب.

 معنى العصيان المدني من إسمه... فهو عصيان للسلطة دون استخدام لأي عنف، ويقتضي تشكيل لجان جماهيرية في كل حي ومديرية ومحافظة تتولى إدارة حياة الناس والفصل في اي نزاع بينهم... الخ.
 أن حرف العصيان ضد دول التحالف واعتبارها مسؤولة عن ما آلت إليه إدارة الشرعية للبلاد ، ليست من العصيان الذي يهدف لتحقيق مطالب محددة من السلطة ،
فالسياسة النقدية ، وايرادات الدولة ، والتوضيف،    ونفقات  الدولة مسؤلية الشرعية ولاعلاقة لدول التحالف بها .

 أن من يدفع بالغضب الشعبي في الجنوب باتجاه التحالف هي اما قوى موالية للانقلاب او قوى فساد وأحزاب ومراكز قوى تتدثر بالشرعية لدفع الغضب تجاه دول التحالف فهو طوق نجاة لفساد الشرعية واحزابها وكذا للانقلابيين ، والاتجاه بالغضب والعصيان الجماهيري إلى قوى حليفة ليست مسؤولة عن إدارة البلاد، بل قدمت المليارات لعل الشرعية تستخدمها وتوظفها في عملية مالية لصالح البلاد والعباد فسلمتها الشرعية لفسادها فعاث بها حتى وصلت الحال لهذا المآل.

 اذا كان من لوم وتقصير من التحالف ، وهو فعلا تقصير ماكان ينبغي منه ،  فانه لم يقم بدوره في إدارة شرعية سفيهه خرقاء من وقت مبكر وحتى الان ، بل اعطاها ثقة وولاية مفتوحة وهو يرى اخطاءها تتراكم يوما بعد يوم ،  لعل  ادارتها تتحسن وبالتالي تتحسن خدمة الشعب المنكوب بها، لكن لاحياة لمن تنادي .

  أصبحت الشرعية تدير مليشيات فساد مالية  وإعلامية وعسكرية وأمنية كلها تعمل تحت جلبابها تعيث فسادا في خدمات وأمن الناس في المناطق المحررة ، والعصيان يجب أن ينصب ضد هذه المليشيات والتضييق عليها سلميا  وفضحها ووضع قوائم سوداء بهم ، ولن يتم ذلك بقطع الطرقات وإشعال الحرائق فيها.

 صالح علي الدويل
4/ 9 / 2018م

مقالات الكاتب