الأمن والمجتمع

يعتبر الأمن حاجة أساسية للمجتمعات البشرية، وضرورة من ضرورات بناء حضارتها  ورقيها واستمرار حياتها, فبدون الأمن لا يتحقق الاستقرار، وبدون الاستقرار لايتحقق الرخاء والتقدم، وبدون الرخاء والتقدم لايمكن بناء أي حضارة أو استمرار الحياة .

 

إن الأمن حالة لايمكن تحقيقها إلا عندما يكون فيها العقل الفردي والحس الجماعي خاليا من أي شعور بالتهديد لسلامته واستقراره ، فالإنسان  منذ ولادته استشعر حاجته إلى الاستقرار بصورة غريزية و لا يهدأ باله إلا إذا شعر بالأمان والاطمئنان ، علي حالته. وهو حالنا اليوم   وذلك تصديقا لقوله تعالى في سورة المعارج :﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)

 

 لذا…  فأن الحفاظ علي الامن ليس مهمة الجهات الامنية فقط ، بل  مهمة  مجتمعية  تلزمنا، دوله ومنظمات مجتمع،  افراد وجماعات، الى  حشد الطاقات و بذل كل الجهود للقيام بالمسؤوليات المنوطة بكل منا ، لتحقيق  أكبر قدر ممكن من الأمن والاستقرار من خلال. اماكن عملنا وتواجدنا لمساعدة الدولة علي  إعادة بناء المؤسسات الأمنية الكاملة  ، المنوط بها تطبيق القانون ورعاية قواعد السلوك العام ، و منع  الخروج عنها، خاصة في هذه المرحلة الحرجة  التي تمر بها بلادنا .

 

 لذلك ..يجب ان تكون الشرطة في اي مجتمع علي الحياد لانها ، عماد سلطته  ،   وحامية  مصلحته  ومنجزاته  ، والحافظة لامنه واستقرارة  مهما تباينت النظم السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية للمجتمعات ، فالنظم متغيرة والوطن والشعب هو الثابت

 

 لهذا فإنه من الواجب علينا  شرعا" وعرفا" اخلاقا" وقانونا"  ، دعم أمن المجتمع بصورة مباشرة وغير مباشر ة، لتجاوز الظروف التي نمر بها اليوم  ،  في المقابل يجب أن تخرج المؤسسات الأمنية عموما و الشرطة خصوصا" عن نطاقها التقليدي  وجمودها القائم ،  وتعييد تقييم ادائها وتفعيل اجهزتها وان تنقل عملها من الاعلام الي الميدان  ، بما يمكنها من الانخراط في  المجتمع وتقديم خدمات اجتماعية وامنية،   تغير وجهة نظره  والصورة  القائمة والقاتمة في ذهنه  فتنال اعجابه وتكسب  حب وتقدير كافة أفراده.

مقالات الكاتب