الانتقالي ومحاولة إفشال التجربة !


ليس من صالح كل من يحمل في قلبه ذرّة حُب لوطنه أن يتم إفشال تجربة المجلس الإنتقالي حتى وإن اختلف معه لأن فشل المجلس والقضاء عليه من قِبل أي طرف ولأي سببِ كان معناه أننا عدنا مرة أخرى شعبا وأرضا إلى باب اليمن ولن تقوم لنا قائمة بعدها وسيكون البديل سيئا جدا إلى أبعد الحدود.


المطالبة بدعم المجلس ليس حُبا في اسمه أو اسماء قياداته او رموزه وإنّما لأنه المكون الوحيد الذي يحمل قضيتنا ويتحرّك في إطارها داخليّا وخارجيّا وتتم محاربته من كل الأطراف الأخرى التي تعادي الجنوب وإذا لم يروه خطرا على مشاريعهم لما تحالفوا ضدّه وتكالبوا عليه.


تأييدنا للمجلس الإنتقالي تهمةٌ لا ننفيها وشرفٌ لا ندّعيه وثقتنا لا تزال كبيرة في قياداته والخطوات التي يخطونها في سبيل قضيتنا حتى وإن خالفوا رغباتنا وحماستنا في الحصول على النتائج السريعة لأن الهدف المنشود هو إستعادة دولة بكامل أركانها ومقوماتها وليس إستعادة بقعة نهبها علي محسن أو أرضيّة بسط عليها حميد الأحمر لهذا نطالبهم دائما بأن يتصرّفوا كرجال دولة يحملون على عاتقهم مصير شعب وثِق فيهم وفوّضهم ليكونوا الحامل السياسي لقضيته في أي مفاوضات او حلول للوضع في اليمن.


فعلى سبيل المثال لا الحصر دولة جنوب السودان ظلّت تناضل سلماً وحرباً ضد السودان حتى نالت استقلالها بعد عشرات السنوات سالت خلالها أنهار من الدماء والدموع , والأقرب من ذلك تجربة كردستان العراق عندما أقدموا على خطوة متسرّعة وغير مدروسة عادوا لنقطة الصفر صاغرين مرغمين حتى وإن اختلفت ظروفنا عن ظروفهم ولكن النتائج تكون نفسها للأفعال والخطوات المتشابهة.


لهذا سيبقى المجلس الإنتقالي خيارنا طالما وسلطة الرئيس هادي مُختطفة من قِبل عصابة من الإنتهازييّن والإقصائييّن الذين نسوا او تناسوا عدوّهم الحقيقي الذي شرّدهم من صنعاء إلى الرياض واسطنبول والقاهرة وغيرها وأصبحوا يعملون ليلا ونهارا سرا وجهارا ضد الجنوب والجنوبييّن بكل ما أوتوا من قوّة ومال لأنه لم ولن يقف في وجه هذه السلطة سواه امّا المكونات التي تلاقي الدعم من سلطة الإحتلال نفسها عدوة الجنوب وشعبه فلن نلتف حولهم حتى يثبت لنا العكس وسنبقى كلنا جنوبيّين لا يُقصي أحدنا الآخر حتى وإن اختلفت توجّهاتنا طالما وهدفنا واحد.

 

مقالات الكاتب