الفتاة المتعلمة بريف لودر من واقع التهميش إلى أفق الإبداع !!

المتابع لدور الفتاة المتعلمة بمدينة لودر عموما ، وبريفه بشكل خاص ، يجد أن ذلك لم يتحقق إلا بعد مراحل من الكفاح والنضال الحقيقي من إجل إثبات الذات وتأكيد الوجود والتفاعل الذي لابد
منه لتكامل الإطار الأجتماعي المفروض وبناء شخصية الفتاة المفقودة ، وما هذا إلا تمهيدا لدخول المرأة البوابة التي أفتقدتها لتنال حقها ومشروعيتها في التعليم !

أن دور الأستاذة  القديرة فاطمة محمد الصبح رئيس قسم تعليم الفتاة بمكتب التربية والتعليم م/ لودر في ارتقاء ناصية تعليم الفتاة في قرى وعزل ريف لودر  لايختلف عليه أثنان وكان دورها وحضورها مشرف وبالفعل استطاعت أن تدفع بتعليم الفتاة وأن تتحدى تلك الإشكاليات وتفرض وجودها ضمن توجيهات وثورات التنوير التي قادتها لتعليم الفتاة وتتجاوز المفاهيم الخاطئة التي كبلت وأحرمت  الفتاة من التعليم لسنين طوال !

لقد شهدت الفترة الأخيرة تحولا ملحوظا في بنية التعليم للفتاة وخاصة فتاة الريف والمشهد واضح نحو تحريك الواقع الساكن  لدور الفتاة في التعليم والتي واجهت عوائق وإشكالات كثيرة لم تستطع التخلص منها إلا في هذه المرحلة التي لابد من تجسيد لدور الفتاة في التعليم والتي فرضتها الظروف الراهنة بحيادية تامة ، لكي تنتصر الفتاة   وتعيش واقعها التعليمي بكل حرية وأمان وهي تذر على رؤوس أعدائها التراب !!

أن ظهور الثقافات ونزعات التحرر الوطني التي نادت بأفكار المساواة والعدالة الاجتماعية هي التي مهدت الطريق لدخول المرأة بقوة وفاعلية في أتون المجتمع الذي يتطلب منها نضالا دءوبا وحركة ناشطة وتأكيدا لذاتها من أجل نيل ولو جزء من حقوقها وانتزاعها من هيمنة المجتمع الذكوري والمتسلطين عليها فحان للفتاة المتعلمة وقد اصبحت اليوم أمرأة  ووجدت من يسندها ويقف إلى صفها لإيصال صوتها ونشر أفكارها تلك ، التي ارتبطت بشكل مباشر مع الحداثة والتنوير !

وهكذا استطاعت فتاة الريف أن تجد مكانها وفرصتها في التعليم فمدارس ارياف لودر   تكتظ وتمتلئ اليوم بتعليم الفتاة ، وتتجاوز كذلك أدوارها التقليدية تنويعا وابتكارا حيث اصبحت الفتاة المتعلمة نبراس وشعلة من الإبداع في مدارس الأرياف ، طالما وقد ديننا الإسلامي الحنيف كفل لها ذلك !!

مقالات الكاتب