اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
كانت إدارة ودولة ، كان نظام وقانون .. هكذا كانت عدن وهكذا كنا رجال دولة وموسسات..
تربينا على احترام التشريعات والأنظمة واللوائح منذ نعومة اظافرنا حتى جاءت الوحدة المشؤمة وبدأ العد التنازلي مروراً بغزو حرب صيف 94 وإنتهائاً بغزوا 2015.
كانت سرية العمل والمعلومات من اهم واجبات الموظف ، كان عسكرياً او مدنياً وحتى في العمل الجماهيري.
حتى في مراسلتنا كنا نكتب على بعض الوثائق ونختمها بالختم الأحمر سري جداً او سري للغاية.
وكان الجميع يعمل بحرص شديد وبوطنية عالية وكان قانون صيانة الوطن مسؤولية كل موطن في عقولنا وقلوبنا لا يغادرنا ابداً.
وعندما كنا نتحدث او يسرنا مسؤول عن اي عمل ويطلب منا ان لايعلم به حتى بعض الموظفين اوحتى عوائلنا ( إسرنا ) فلا نعلمهم ويضل الأمر سراً مكتوم حتى يأذن لنا بذلك.
اما اليوم لاسرية ولاثقة والكل يلعب مع الكل لو تحدث مع مسؤول كان مدير او وزير او غفير فتجد كل ماتحدث به منشور مثل الغسيل وتسرب معلومات خطيرة ومهمة او حتى شخصية لم يعد هناك مكان للثقة ولا لسرية العمل والمعلومات على كل الأصعدة.
وكان هدا العمل اي افشاء السرية او المعلومات يعد عمل خطير وجريمة يعاقب عليها بالسجن او الفصل اوحتى بلأعدام هذا في مجال العمل اما على الصعيد الشخصي فيعد ذلك الشخص الذي يفشي اسرار الغير غير محل الثقة وغير موثوق
به ويعتبر في نظر الأخرين نمام او مفتن ، المهم يوصف وينعت بأقبح الصفات ويكون منبوذ من المجتمع.
اليوم المعلومات تخرج من بعض المسؤولين في المصدر نفسة وتسرب بشكل وثائق وفيديوهات وصور وتسجيل من مؤسسات عليا ولا حسيب ولا رقيب وكأننا في سوق حراج.
لن تبنى لنا دولة ولن يستقيم لنا اصلاً ولا ضل ونحن نرى هذا الفساد ينخرنا من الداخل.
كان الحديث عن افشاء السر او المعلومة عمل خطير للغاية وصاحبة يتهم بالخيانة العظمى.
وحديثنا اليوم كان بسبب حوارات دارت بين اشخاص هم مسؤولين ووصلتني ووصلت لغيري والذي انا وهو مختلفين والكل يلعب على الكل وضحكنا عليهم وضحكوا علينا ويستمر الضحك واللعب ولا كأن في الأمر حاجة.
ضاعت تربيتنا وثقافتنا وضاع العمل والحس الوطني وطمرت انسانيتنا واخلاقنا وصرنا لانميز غير الربح والمكسب المادي على حساب كل القيم.
نحن في ملعب طويل عريض غاغه من الفوضى والهرج والمرج واذا لم نصحى وننتبه ونحاسب انفسنا وضمائرنا سنجد انفسنا في مزبلة التاريخ لأننا هنا انفسنا وضيعنا وطننا واجيالنا،حقيقة لابد ان نواجه انفسنا بها قبل فوات الأوان.
الى الان وعاد الكل يلعب والسكين تسرقنا.