وداعا للوالد والمربي صالح عمر الجفري المعلم الذي لم يكن تقليديا !!

أتاحت لي الظروف المستجدة العودة إلى أحد أوراقي القديمة التي احتفظ بها كما يحتفظ صاحب الكنز الثمين بكنزه وفيها أمضاء للمعلم والمربي والوالد (صالح عمر الجفري ) طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته ، ذكرى جميلة  لعملاق وراهب   اقترن اسمه  بكبار رجال التربية على مستوى محافظة ابين الحبيبة ،  فمنذ زمن بعيد انتهت معاركه التربوية ولم تهدأ حدتها وظلت عالقة في الوجدان والاذهان حتى جاءه الموت القاهر الذي لايغلب فصرعه ، وهو الذي غالب المحن وصارع الشدائد فلم يخفت له صوت ولم  يرتعش في يده قلم ، ولم يهزم قط ، جاشه قوي  ، عاش صادق القول كريما محبا للخير ، اعطى ولم يأخذ شيئا ، رحل والدنا ومعلمنا الذي لم يكن تقليديا !!

اعتراني مايعتري الناس من غم ، وركبني مايركبهم من هم  لفقد ذلك الرجل والمعلم لغيابه الذي لارجعه فيه ، ولكن ماذا نصنع وكل حي إلى  فناء ، وكل جديد إلى بلى ، والملجأ لله وحده ، منه يأخذ المحتسب واليه يرجع الجازع !! كان رحمة الله عليه يغمر كل من حوله بالعطف والحنان والابوه فكان مثال حي ونبراس على هذه البسيطة فلو سأل كل حي كيف تعلمت ؟ ومن الذي علمك ؟ ومن الذي  سن لك الطريق ؟ ليقول ببساطة وهدوء شديد  رحمة الله تغشى والدنا ومعلمنا الاستاذ ( صالح عمر الجفري ) الذي لايمكن أن ننساه مهما شاخت الذاكرة فهو صاحب مشروع  تربوي مثمر تتلمذ علي يديه المعلم والطبيب و المهندس  والكاتب والصحفي  والدبلوماسي والقائد ، وترك فينا اثر وبصمة  لاتزول راسخة ثابتة ثبوت الجبال !!

انتقل إلى رحمة الله وترك لنا تركة كبيرة من الآلآم والاوجاع والاحزان لرحيله عنا ، رحل وتركنا ليلحق بالصالحين والشهداء ، ليسطر تاريخ حافل ببساطته ودماثة اخلاقه وبسيرته التربوية العطرة التي تفوح منها اجمل روائح المسك و العبير ، أنجب أسرة مثالية ذاع صيتها على مستوى المحافظة في العلم والاخلاق والابداع ٠٠ نم هنيئا نم قرير العين  في مرقدك فأنت في العالم الآخر  في الجنة بأذن الله  محفور في قلوبنا ووجداننا واحاسيسنا في الدنيا نعشق ذكرك به يطيب  مجلسنا ، رحم الله الوالد و المعلم والمربي ( صالح عمر الجفري ) وعوضنا عنه خيرا٠٠٠ الذي لايمكن أن تجود بمثله الآمهات  في قادم الأيام إلا أن يشاء الله ٠٠٠

مقالات الكاتب