ما اشبه الليلة بالبارحة وما احوجنا الى ثقافة التصالح والتسامح

كل الاحداث المتسارعة في الشارع الجنوبي من قتل وتحشد قبلي وتغيب لدور الامن تذكرنا بالبارحة الأليمة التي مزقت نسيجنا الاجتماعي وجعلتنا اكثر هشاشة انذاك ...تلك الليلة التعيسة التي عانينا منها طويلاً فهاهي تعود في الوقت الذي كنا قد قضينا عليها واجتزنا مخاطرها الجسيمة ....فالبرغم من الحروب ومعانتنا للكروب الا اننا كنا  قد اوشكنا على  استعادة  دولة الجنوب الحرة الأبية بكل شموخها وقانونها العادل كنا قد حققنا بعض الانجازات الامنية والخدمية رغم شحة امكانياتنا ورغم تكالب الاعداء علينا ورغم انشغالنا بتعزيز الجبهات ومواصلة تطهير بعض المواقع

 

لقد قمنا بعمل جبار بفضل الله العزيز القهار ولكن مايعصف بنا اليوم يذكرنا بتلك الليلة المشؤمة ويعيدنا الى ماقبل الانتصار لكي يعيدنا الى مربع الثأر والانشطار الى مربع التخلف وزمن الاحتقار ...لقد عجزت اقلامنا الكتابة عن وضع وطننا السياسي واستوقفتنا القضايا القبلية العالقة لتقول لنا عن ماذا تعبرون وانتم في فتن تغرقون ونحو المجهول تتحركون !!

 

انه من المؤسف جدا ان نعود الى مربع الصفر بعد ان كنا قد احرزنا الكثير من الانتصار واستطعنا بوعينا السياسي  واخلاصنا الوطني إعادة اعتبار وطننا ...فهل آن لنا الحفاظ على هذا المجد والشرف والتغلب على هذا القضايا بتحكيم العقل والمنطق والاعتراف بالخطأ وانكار المنكر والحكم بالعدل!!! هل آن لآمن جنوبنا العزيز حفظ كرامة مواطنية وحماية مقدسات شعبه ام انه اصبح مجرد كتل متناحرة ورافعا فوهات بندقيته لقتل بعضه ؟؟؟

 

 

ان القلب ليحترق الماً وحسرة ونحن نشاهد ونسمع عن التحشد القبلي لمناصرة البعض ولو بالطرق الخاطئة بعد ان تغيب القانون وغاب الضمير الإنساني العادل وتنصلت  السلطة عن مهامها !!!!

 

 

لقد تغيب فكري واحتار قلمي وعجز تعبيري عن الكتابة عن اوضاع وطني الجنوب وانا ارى هذا التحركات الغير مسؤولة والتكالب العدواني  الخطير ضد الاخر والتخاذل المستمر من جهات السلطة العلياء وكأن لسان حالهم يقول لقد حان وقت الانتقام ممن عملوا لنصرة هذا الوطن!!

 

فالى متى يظل الجهل سائدا في وطني ويستمر عبيد الدرهم والدينار في تحريك ملفات القضايا الجنائة للضغط على الاخر بطريقة واخرى!

 

 

الى متى يظل مشائخ الارتزاق يتوارثون  ثقافة الغش والحيلة والخداع لجر قبائلهم للهلاك والتشرذم

 

 

اما آن لنا ان نعي خطورة الوضع وان نعمل حدا لهذا المهزلة ونعف عن مثل هذه  الاعمال المقززة!

 

الى متى يظل البلاطجة يتحكمون بنا ويجرونا الى مربع العنف بقضية واخرى بتمويل مباشر وغير مباشر من اعداء الوطن؟؟

 

 

لقد وصلنا الى درجة لانستطيع التستر عنها  وبدء الخوف والقلق يعترينا ونحن نشاهد بأم اعيننا هذا الاستغلال والتحرك العدائي الخبيث لجر المنطقة الى صراعات قبلية وحزبية ضيقة بعد ان كانوا في خندقا واحد يدافعون عن حرية وامن واستقرار بلدهم

 

فما اشبه الليلة بالبارحة تلك الليلة المشؤمة التي اقحمتنا في صراع دموي كبير وهدت دماء الكثير منى الليلة المسمومة من ثدي وحدة ٧يوليو الأليم تلك اللحظة المأساوية التي لا استطيع اليوم وصفها من هول وشناعة  جرائمها النكراء

 

 

لقد قتلت ابطالنا ورملت اسرنا  ومزقت نسيجنا وشتت جمعنا بعد ان كنا جسدا واحد

 

 

ان لتلك الليلة لأثر في النفس يحز عن وجود مخطط دموي جديد  انتهجته عصابة ٧/٧لااعادة رسم معالمه الأليمة في مدننا المحررة الامر الذي يرفضنا شعبنا ويجرمه ديننا وينكره حاضرنا الواعي

 

لقد رحل ذلك الألم والى غير رجعه ونتمنى من كل اخواننا في وطن الجنوب قيادة  وشعبا  بمختلف توجهاتهم السياسية والقبلية الوقوف بحزم امام كل التطورات والتاني في اصدار القرارات وتحكيم العقل والمنطق وحفظ امن واستقرار  البلد وفرض امر واقع جديد يلبي طموع وتطلعات الشعب وينبذ ثقافة الكراهية والحقد واقع جديد يجرم العنف ويحاسب المجرمين ويقتص من كل الظلمة والبغاة الفاسدون في الأرض واقع يحبب الخير للجميع ويساعد على خلق بيئة آمنه تكفل لكل مواطن حقه في العيش الكريم وتعطيه حريه مطلقة في العمل على مساعدة الاخرين دون انتقاص من دور الاخر

 

واقع جديد ملئي بثقافة التصالح والتسامح غني بالعلم والمعرفة عريق في اصوله العلمية وخبراته الكافية

 

من هذا المنطلق سنحقق لوطننا كل خير وبغير  هذا لن نرى الا مزيدا من الالم والشتتات.