هل يلعب اطفال أبين في السجن

يقع سجن الكود في الركن الجنوبي الغربي لمدينة الكود مباشرة امام سد عقمة شلاتة نسبة الى المستر شلاتة الماني الجنسية خبير المسح في لجنة ابين .

اضطرته ظروف الحرب العالمية الثانية للعيش في ابين ...تم انشاء سور السجن فوق تل رملي مسطح يكاد يكون في نفس مستوي سد العقمة .. والعقمة هى ( عبارة عن ساتر ترابي متماسك يربط بين ضفتين )

 

حيث يتم ايقاف حركة مرور مياه السيول ...حيث كان يقول الناس الطيبون زمان...بناء جاب سيلة وحسان سال يابخت الرعية يابخت الرعيان... و هناك با نزرع عطب ( قطن ) و هناك حبحب ( بطيخ )  وحب ...

 

موقع السجن متميز حيث يستقبل هبوب ونسمات شاطئ المطلع كذلك يطل من الغرب على مزارع فسيحة حيث تتوفر مواقع لركن المركبات من امام البوابة الرئيسية (باركنيج) .

و توفرت عوامل اساسية لذلك الموقع حيث يعتبر مدخل رئيسي لمدينة الكود و محافظة ابين ... و هنا تكمن رمزية المكان الجميل ... و من حقنا أن نحلم حلماً جميلاً لغدٍ مشرق، على الاقل لاطفالنا جيل المستقبل ... وانا اعلم جيداً ان البعض سوف يوافقني والبعض الاخر سوف يختلف معي في هذا المقام ولكن اترجاكم ان تعيروني كثيراً من الفهم والادراك  من اجل اطفالنا الذين سيقودون القادم ... او تريدون لنا ان نستورد من يعمل على ذلك ..لذلك من بعد هذه المقدمة لضرورة التوضيح استأذنكم للدخول الى الحديث الا وهو ..

 

اولاً  :- اقتراح تحويل سجن الكود الى حديقة العاب للاطفال لذلك نتمنى منكم تحويل تلك المساحة المسورة ( السجن ) الى حديقة خاصة للاطفال مع العلم أنه لايوجد متنفس واحد خاص ...للاطفال في ابين عامة ...حيث كان الاجدر بنا في محافظة ابين أن يكون فيها أجمل الحدائق العامة ... اليس قالوا :-

 الحديقة هي تلك البقعة التي تساهم في إعادتنا الى المشاعر الإنسانية البسيطة في زحمة الحياة وتصارعها وتضخمها...هل كثير عليهم ان يلعبوا في حديقة خاصة بهم حيث يتم توفير لهم ابسط العاب الاطفال العاب بسيطة ميكانيكية حديد  في حديد ليس العاب محتاجة الى طاقه كهربائية في التشغيل لانكم عجزتم على توفيرها لنا ...

 هل  يستحق اطفالنا هذا المطلب البسيط افضل مما يلعبون لعبة العصابات والاسلحة والحرب على طريقة مراد واميماتي على الاقل اتركوا لاطفالنا حديقة .

فاطفالكم يملكون من هذا الوطن الكثير والكثير ..

ثانياً :- اقتراح كتابة كل شهداء م/ ابين الذين سقطوا في كل جبهات القتال داخل وخارج ابين على جدران الحديقة الداخلية الذين سالت دماؤهم فداء للوطن .

 

حيث دفع المقاومون الابطال اثماناً باهضة في كل مواقع الدفاع فلا يجوز لأحد أن يقلل من منجز النصر وفاء للشهداء هذا شيئ من التكريم المعنوي البسيط كما قال تعالى : ((وَلاتَحسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أمواتاً بل أحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ ))

 

ثالثاً :- فياحبذا لو يطلق على المكان اسم ((حديقة ام الشهيد )) تكريماً لكل ام فقدت فلذة كبدها لذلك نقول شيئاً من الحنان قليلاً من الوفاء يا ابين ...اجمل الامهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهداً فبكت دمعتين و وردة...لذلك قد يقول قائل ان مثل هذا الطرح ليس بالتوقيت المناسب .... لكنني اخشى ان يتم صرف المكان بعد الحرب الى احد المتفلتين اوبطل من هذا الزمان فحذاري ان نستيقظ في ذات صباح وان لا نجد الحجارة المتناثرة من جدران السجن اواسواره  قبل فوات الاوان ونتحسر على ذلك ...فهل نتفق يوماً على ناس كانت تربطنا بهم علاقات انسانية واخرون لم نعرفهم ابداء .

 حيث فقدوا حياتهم التي لاتقدر بثمن هل نهب من اجلهم هل يجد الكلام آذاناً صاغية من اصحاب المعالي هل نتفق ونقول ذلك بصوت عالٍ جداً خاصة عندما نتكلم عن الشهداء فلولا دماؤهم الزكية لماكنتم اليوم في عدن ومعاشيق ولحج وابين ... فهناك لحظات صغيرة تصنع الفرق فهل نستطيع ان نقول رأياً سديداً من اجلهم حتى لوكان الجواب لا  فيكفينا شرف المحاولة لاطفالنا و شهدائنا وان نقول فيهم ومن اجلهم حلو الكلام .

مقالات الكاتب