يستثنى هادي من السقوط الأخلاقي الذي اصاب ساسة اليوم !!

لا أدري بالفعل كيف بدأت الحكاية معي ، وكيف امتدت جذورها واينعت في روحي ؟ ولست متيقن أيضا ، كيف غسلتني الكتابة بفتنتها ومضت بي نحو عالم غريب الأطوار ، لا أدري كيف ، ولا أدري أيضا كيف  أبدأ  معاكم وكيف افتح مسارب الحديث والكلام وبالذات  في موضوع كهذا ، الذي يثير العنوان الذي اخترته لهذه المقالة جملة من الأسئلة التي تتطلب الجواب عنها وحقيقة الامر قد لا استطيع الاجابه عنها بمعزلي لكبح جماح السقوط الاخلاقي الذي يعلو سلوك شخصيات دبلوماسية على مستوى قطرنا العربي ، و مجتمعنا المحلي (اليمن) بصفة خاصة ويستثنى من ذلك  بكل أحقية  الرئيس هادي !!
 
استذكر هنا شريطا من الذكريات عاشه الآباء عام 1974م في أعقاب حرب أكتوبر التي رسمها الرئيس أنور السادات ، بمشاركة الرئيس حافظ الاسد ، لتحرير الأراضي المحتلة منذ عام 1967م ، عندما اشتدت المعارك مع إسرائيل بعد أن تمكن الجيش المصري من عبور خط ( بارليف) ومع نجاح الرئيس السادات بدبلوماسيته في تحسين العلاقات المصرية مع الدول العربية وقياداتها وضمان دعمها ، عندها اتخذ الرئيس الأمريكي ( نيكسون) ازاء ذلك قراره بإقامة جسر لنقل الإمدادات 
 العسكرية واللوجستية الأمريكية لدولة الاحتلال الصهيوني ، من أجل نصرتها ، لوقف الزحف  المصري في سيناء وتحريرها !!
 
يومها كان الملك فيصل بن عبدالعزيز آنذاك  رحمة الله عليه العاهل السعودي ، وكان يراقب عن كثب الوضع غاضبا من القرار الامريكي في التدخل السافر وكان حكيما قاده ذلك إلى قراره التاريخي الغير مسبوق في وقف تصدير النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتبعته دول الخليج برمتها في ذلك القرار ، الذي غير مفاهيم الأسرة العالمية عن الطاقة وكشف مطامعها ، وعن واقعها وعن تأثيراتها بعد أن وقفت تلك الأسرة  عاجزة مفشية سرها لاحول لها ولاقوة ، وبالتالي حفظ الملك فيصل ماء الوجه العربي للمنطقة من الخليج إلى المحيط ، وليس كما هو حاصل من ملوك وساسة رجال اليوم !!
 
هذا عن ملوك وفخامة رجال الدول العربية ٠٠ اما مايخص الشأن السياسي  (اليمني) الداخلي ،، ماذا ؟! احدثك عن صنعاء يا أبتي مليحة عاشقاها السل والجرب !! حقيقة مفزعة لم تكن بهذا الحجم كبرت وتشعبت واصبحت مرض معدي اشد خطرا وعدوانا من سل وجرب صنعاء !!  لان التفاصيل مخزية جدا في الساسة المحليين دواليب الأسرار قد فتحت ابوابها على مصراعيها من الكذب والخداع والزيف وإنحلالهم وسقوطهم الأخلاقي اولئك الساسة  لايفقهوا شيئا من السياسة وعالمها الخفي المبطن الذي وجدت لخدمة الشعوب لا للهيمنة والتسلط الفردي كما هو حاصل في (عدن) ، استغلوا السياسة عن غير واقعها الذي خلقت له وفصلوها لصالح نزواتهم ومطامعهم الشخصية ، وترويض لمشاريع عملاقة عملوها في الداخل والخارج تحسبا لمفاجآت سلبية قد تحدث وتعصف بهم  كوارث مستقبلية بسبب طيش وتصرف ارعن  ومراهقة متإخرة هي من  اصابت الجسد السياسي اليمني من الداخل !!
 
ولعل بيت الشعر العربي الذي استذكره الأن  أكثر الأبيات الشعرية مصداقية وترديدا في المجال السياسي الذي سقطت وتهاوت فيه اخلاقيات كثيرة  بغض النظر عن مردود هذا الترديد لدينا ومايحمله من معاني ومضامين  بلاغية فهو يتصدر الذاكرة عند كتابة  مقالتي  هذه بعد أن استوقفتني تعابير والفاظ وكنايات واستعارات جديدة تركتها جانبا ليتبادر إلى ذهني قول أمير الشعراء احمد شوقي : 
إنما الأمم الأخلاق مابقيت **** فإن هم ذهبت أخلافهم ذهبوا !!

مقالات الكاتب