مفاوضات السويد، هل ستنفي صفة التمرد عن الحوثيين؟

 


الحوثيون جماعة متمردة تمتلك من الدعم الدولي الكثير، وقد مكنها صالح من كل الترسانة العسكرية للجيش اليمني، واستولت على كل ما في البنك المركزي من مليارات، واستفادت من الكثير من موارد الدولة، لهذا كله صمدت هذا الصمود في وجه الجيش الوطني، والتحالف العربي.


الحوثيون عندما يحسون بالهزيمة يأخذون استراحة محارب، فهذا صنيعهم في مراحل الحرب كافة، فهذه المرة أخذوا استراحتهم بعدما رأوا أنه قد أحيط بهم، وأن لا مخرج لهم إلا بالاستسلام للمفاوضات، فذهبوا إلى السويد، لا مفاوضين، ولكنهم يكسبون وقتاً لإعادة ترتيب وضعهم القتالي.


الحوثيون سيظلون عصا يلوح بها المجتمع الدولي في المنطقة، فلو تحصلوا على عُشر مطالبهم فقط في مفاوضات السويد، فهذا مبتغاهم، فهم يعملون على الاستفادة من أقل القليل، وسيظلون ينخرون في جسد الدولة كما فعلوا مع صالح، إذ أعطاهم الشيء القليل في السلطة ومن هذا القليل وصلوا إلى رأس السلطة.


الحوثيون أداة داخلية لقوى خارجية، سيظل الخارج يحافظ عليها في حدود الممكن، وسيستفيد منهم في إحداث القلاقل الداخلية، وإحداث توازنات في المنطقة، لهذا فإن مفاوضات السويد ستوفر لهم الوقت الكافي لإعادة ترتيب الصف الداخلي، وكذا سيكسبون ما يتمنونه في هذه المفاوضات، لأنهم سيدخلون هذه المفاوضات بسقف عال، يناطحون به ما ستدخل به الشرعية، وفي الأصل هم يسعون لتحقيق القليل من المكاسب التي عليها سيرتكزون في المستقبل، لهذا يتوجب على الشرعية أن تفاوض على استسلام هذه الجماعة، وتسليمها كل ما تم السيطرة عليه، وتطبيق القرارت الدولية الخاصة باليمن، فمن هنا ستثبت الشرعية أن هذه الجماعة متمردة، لكن لو دخلوا المفاوضات الند للند، ولو دخلوا وهم يطالبون بتحقيق مكاسب على الأرض، فهذا سيكسبهم شرعية لا تقل عن شرعية الشرعية، وسينفون عنهم صفة المتمردين، وهذا هو مطلبهم، ومبتغاهم.


إن دخول الحوثيين هذه المفاوضات الغرض منه تحقيق الاعتراف الدولي بهم كشريك في حكم اليمن، وبهذا سينفون عنهم صفة التمرد، وسيحفظون ماء الوجه في حربهم التي خسروها، وسيحتفظون بقياداتهم التي أوشكت على الهلاك، فلو فاوضت الشرعية الحوثيبن بعيداً عن تصنيفهم كمتمردين، وبعيداً عن مطالبتهم بتسليم كل ما سيطروا عليه، فإن هذا سيكون بداية نصرهم، وستكون هذه الخطوة أولى خطوات الانكسار للشرعية أمام المتمردين الحوثيين، لهذا فالواجب على وفد الشرعية أن يفاوض على استسلام الحوثيين، وبعد ذلك يجب عليهم أن ينخرطوا في الحياة السياسية كأي مكون سياسي، وكفى الله المؤمنين القتال.

مقالات الكاتب