لامكان في هذا العالم إلا للأقوياء....!

العالم لايعترف إلابالقوة ...
والقوي في هذا العصر هو الذي يطرح شروطه ويفرضها على العالم فرضاً...
وبالتالي ليس امام المجتمع الدولي إلا الرضوخ والانصياع لهذا القوي وإن كان لايحمل اي صفة شرعية....!

لاثبات صحة ماتطرقت اليه سلفاً دعونا نعود قليلاً بذاكرتنا الى العام 1994م ...
ففي هذا العام المشؤوم قامت الحرب التي اشعل فتيلها (العليان) والتي سقط خلالها الالاف من ابناء اليمن مابين شهيد وجريح...!
وبعد وصول قوات علي عبدالله صالح الى مشارف مدينة عدن اصدر مجلس الامن الدولي قراراً تحذيرياً لقوات علي عبدالله صالح مفاده بان عدن خطاً احمراً لايجوز لقواته تجاوز هذا الخط وان تجاوزت هذه القوات العفاشية الخط الاحمر ودخلت عدن فستكون الامم المتحدة لها بالمرصاد....!!

علي عبدالله صالح لم يأبه لهذا الهراء ولم يستسلم لنعيق تلك الامم لعلمه ولادراكه بان العالم لا يعترف الا بالقوي..
اما الضعيف الهزيل ومسلوب الإرادة فلا مكان له بين الاقوياء فحزم امره ورمى بقرار مجلس الدجل والنفاق خلف ظهره واقتحم عدن وقتل ابناءها ودك البيوت فوق ساكنيها..
وبعدها اتى اليه العالم مهرولاً ومباركاً له هذا النصر العظيم...!

التاريخ يعيد نفسه ولغة القوة لاتزال هي السائدة والمهيمنة على الامم فمليشيات الحوثي تعاملت بنفس منطق عفاش وفرضت شروطها وارغمت العالم على التعاطي مع قوتها على الارض بينما الشرعية صاحبة الحق خضعت وانحنت للقرارات والتوصيات الدولية التي حذرت فيها الشرعية بعدم اقتحام الحديدة..

فسلمت الشرعية لهذه الاوامر وتوقفت على مشارف الحديدة لتعود ادراجها للسويد لتجلس على طاولةالحوار امام مغتصب الشرعية لتحاوره كند لها  لتتدخل الامم المتحدة لتقف في صف المليشيات الحوثية وتعترف بحقها في الحكم....!

كل ذلك الخنوع والذل والاستسلام بسبب توقف قوات الشرعية امام الخط الاحمر الذي وضعته الامم المخذلة على مشارف الحديدة...

فلو داست الشرعية على هذا الخط باقدام رجالها البواسل الذين لايهابون الموت واقتحمت الحديدة لاصبح الحوثي  ومليشياته في خبر كان ولرأينا عبدالملك الحوثي فارشاً شاله ومشدته على ابواب مجلس الامن يتوسلهم ويستعطفهم للتوسط له لدى الحكومة الشرعية لتعفو وتصفح عنه...
فالقوة هي سيدة الموقف ولامكان في هذا العالم إلا للأقوياء.

مقالات الكاتب