مـاذا ربـح الجنوبيون من الوحدة ؟!

نحن الجنوبيون من سعى الى الوحدة سعياً وسلمت قيادتنا الجنوبية الجمل بما حمل لعصابة صنعاء وبالمقابل قابلت عصابة صنعاء المعروف الذي اسدي إليها من الجنوبيين بالنكران فعمدت اولاً إلى تصفية القيادات الجنوبية التي كانت ترى فيها القوة والتأثير وتعددت طرق التصفيات واشكالها ومن ثم بدأت التهيئة للقضاء على الجيش الجنوبي ليمكّن العصابة من الإنقضاض على الجنوب ومقدراته.

 

تم توظيف الدين لزرع ثقافة الكراهية في الشمال ضد ابناء الجنوب الذين نعتوا بالشيوعيين الملحدين، وما ان اعلن الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحرب الأولى على الجنوب من ميدان السبعين في 27 ابريل 1993 م وتعزيز ذلك الإعلان بالفتاوى التكفيرية من الزنداني والديلمي ومن تبعهم حتى ظن أبناء الشمال ان الجهاد في الجنوب اصبح فرض عين على كل مسلم في الشمال وبالاضافة الى الجيش والأمن الشمالي والالوية الجنوبية التي هربت إلى الشمال بعد احداث يناير ٨٦م تم تجنيد المجاهدين الافغان العائدين من افغانستان ومن جنسيات مختلفة وحصل علي صالح على الدعم الاقليمي والدولي بما فيه الدعم العسكري المباشر والدعم اللوجستي .

 

وهنا توفرت لعلي صالح فرص النجاح والانتصار واجتاحت القوات الشمالية الجنوب في ١٩٩٤/٧/٧م واستباحت فيه كل شيء

وتم تدمير كل البنية التحتية في الجنوب ومصادرة كل المصانع والشركات والمؤسسات الحكومية واراضي الدولة وكل مقدارات الشعب في الجنوب وتقاسمتها عصابة صنعاء واعطت فتات الفتات لمن ناصرها وساندها من ابناء الجنوب ومؤرس بحق أبناء الجنوب كل اصناف الإقصاء والتهميش والحرمان من الخدمات والوظيفية العامة والسلطة والثروة.

 

وعمّدت العصابة إلى تعزيز ثقافة الكراهية بين ابناء الجنوب انفسهم وعملت على اذكاء نار الثارات والنعرات القبلية بين ابناء الجنوب لتشغل الجنوبيين بانفسهم لتخلو لها الساحة ولتضمن البقاء في مص ثروات الجنوب التي كانت فيما بعد سبباً من اسباب الاختلاف بين افرد عصابة صنعاء.

 

وظل الجنوبيون صابرين ما يقارب العقد والنصف من الزمن وتوج ذلك الصبر بانطلاق الحراك الجنوبي في ٢٠٠٧م والذي ازداد زخماً يوماً بعد يوم رغم الوحشية والصلف الذي جوبه بهما من قبل سلطة عصابة صنعاء وقدم الشعب الجنوبي قوافلاً من الشهداء والجرحى وهو يناضل نضالاً حضارياً سلمياً راقياً تدرجت وارتفعت فيه سقف المطالب الى المطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية وظلت عصابة صنعاء تحارب الجنوبيين بشتى الوسائل المباحة والمحرمة بما فيها (الإرهاب) استخدام القاعدة وداعش وتسليمها محافظات جنوبية بأكملها.

 

وانطلقت ثورة الشباب في الشمال وكان من بين اهدافها القضاء على الحركة الاحتجاجية في الجنوب(الحراك الجنوبي) وتستمر الحكاية بمؤتمر الحوار ومخرجاته التي اختزلت مطالب الجنوبيين بالمطالب الحقوقية وفرضت حلولاً من شأنها ديمومة الهيمنة على مقدرات الجنوب واستمرار الوحدة وترسيخها بطريقة واسلوب جديد في ظاهرة قديمة وفي باطنه مشروع الأقلمة،التي كانت محل خلاف حتى بين اقطاب الصراع في صنعاء .

 

 

لذلك ظل هدف اخماد ثورة الشعب الجنوبي وحراكه السلمي الهدف الاستراتيجي لقوى الشمال قاطبة مع اختلاف طرق تحقيق ذلك الهدف لدى كل قطب وتوج ذلك الهدف بالاجتياح الثاني للجنوب في ٢٠١٥م،

والذي ادى إلى تدخل دول التحالف التي وجدت لدى الجنوبيين النية الصادقة  التي يمكن الاعتماد عليها وبذلك تمكنت المقاومة الجنوبية وباسناد من دول التحالف من تحقيق النصر وتحرير الجنوب في فترة وجيزة ومازالت تحقق انتصارات في الشمال بعكس المقاومة الشمالية وجيشها المسمى بالوطني التي استنزفت دول التحالف مادياً اضافة الى موارد الدولة وسخرت كل امكانياتها لإغراق المحافظات الجنوبية في مستنقع الفوضى من خلال دعم الارهاب وتهريب الاسلحة والمخدرات ونشر الجريمة المنظمة في الجنوب وتجييش كل ما بوسعها تجييشه ضد كل انجاز جنوبي وهذا ما نشاهده من حرب مسعورة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي رغم انه مازال في بداية مشواره ومازال الطريق امامه شائكاً.

 

وعودة إلى ماسبق فان من الفوائد والثمار التي حصدها الجنوبيون أيضاً من الوحدة اليمنية المزعومة أنه لا يوجد بيت أو أسرة او قبيلة إلا وفيها شهداء وجرحى واسرى ومخفيين..تلك هي الثمار والارباح من وجهة نظري التي جناها الجنوبيون من (الوحلة) اليمنية.

مقالات الكاتب