في حرب أبناء الوطن الواحد، الكل خسران

لا يملك زمام الأمر إلا من هو له أهل، والبلد اليوم تمر بأصعب مراحلها، فقد تداعت الأكلة إليها، فالوطن اليوم جريح، وجرحه غائر، وتحاول قوى داخلية وخارجية لتنهش فيه، ومن بين رجال الوطن الأوفياء ينبري الرئيس هادي ليقود وطناً ممزق الأوصال، ويسير بسرعة كبيرة نحو التشظي، وهذا الوطن يقف على شفير هاوية، لو وقع فيها لعاش الناس داخله يندبون حظهم العاثر، ولكن الرئيس هادي وقف سداً منيعاً ليمنع المتطفلين من دفع الوطن نحو الهاوية، وليمسح على جراحات الوطن، ليتشافى.

لم تمر اليمن بمرحلة كهذه المرحلة التي اختلط فيها الحابل بالنابل، حتى أن المتابع للوضع في اليمن يصاب بالحيرة من تقلبات المرحلة، ومن كثرة اللاعبين فيها، ويتعجب المتابعون من قدرة هادي كيف يُسيِّر السفينة نحو بر الأمان رغم هذه العواصف العاتية.

الوطن اليوم يتعافى، وتهدأ على أرضه العواصف، والرئيس هادي يتابع تقلبات المرحلة، فالمرحلة ليس لها أمان، ففريقه للسلام يفاوض، ويحاور المتمردين، ولكن جيوشه تدك تحصيناتهم التي بنوها من مقدرات هذا الوطن، ليستخدموها في تدميره.

هادي رئيس احتار الخصوم في قيادته لهذا الوطن، فعندما ظن الجميع أنه سيفشل نجح، وعندما ظنوا أنه سينكسر، اشتد عوده، وعندما ظنوا أنه سيسلم الوطن بشخطة قلم، ضحى من أجله بكل غالٍ ونفيس، هادي رئيس مرحلة جل مافيها مركب خطأ، فهو يحاول ترتيب البيت اليمني من جديد، ويحاول إصلاح ما أخطأ فيه الأغبياء، لهذا تراه يتابع، ويعمل، وبصمت، ولسان حاله يقول: اليوم عمل، لنصنع الأمل، اليوم نبني، وغداً سنجني.

الرئيس هادي رجل متسامح، لهذا تراه يجنح للسلم، أكثر من تلهفه على الحرب، ولا يرى الحرب إلا خسارة للوطن، لأن الحرب لا تأتي بخير، ولأن الكل فيها خسران، فلا منتصر في ميدان المعركة، خاصة لو كانت بين أبناء الوطن الواحد، فلله دره من رئيس حكيم، وشجاع، ومتسامح!!!

مقالات الكاتب