عمال صندوق نظافة لحج ظاهرهم العناء وباطنهم الوفاء

لم تفرق الألغام الكيدية المبثوثة في أرض الحوطه المحروسه كالفطر السام بين الناجحين والصادقين وبين الكوادر والمؤهلين ، سواء رجل أو امرأة، كل هؤلاء بالنسبة إلى طبول ومرافع الفساد الشرهة للعشوائيه والمتعطشة للمصالح الشخصيه الضيقة عبارة عن ضحايا باطل الإفك وبهتانهم العظيم الذي يتغنوا به ويعزفون له اروع الألحان حينها تستمع لمقطوعة (( حين يعزف الشيطان )) !!

 

 

 

محنة ومصاب جلل حل بإدارة صندوق النظافة والتحسين لحج، فلم تكد الحرب تضع أوزارها، حتى ظهر طاعون الغام الفساد مجددا ليصبغ يوميات أهل لحج بالألم، الحسرة، الخوف من القادم، واليأس من أمل كان حلماً منشود .

 

فكل كادر حقيقي في لحج يحمل قصة مليئة بعلامات التعجب ومزخرفة بعلامات الإستفهام .. الف سؤال وسؤال وتتلخص إجابتها بــ ( الطبالين الذين لا يريدون للحج أن ترى النور ولا النجاح ) !! 

 

 

 

فالمكاتب التنفيذية بل والمجالس المحلية أصبحت كالجسد المريض والذي بدلاً من أن يتم علاجه بالطريقه الصحيحه يتم التوجيه لبتر اطراف صحيحه وإستبدالها بأطراف صناعية !!!

 

 في لحج وفي الحوطه وتبن ..الخ بات مشهدا مألوفا، .. مشاهد فسيفسائية لمشهد درامي لحجي تلعب فيها الألغام الكيدية ومطبلين الفساد دور الشيطان الأكبر.

 

ففي صباح يومنا الباكر لهذه الجمعه الموافق 1/ مارس 2019م اليوم الذي يصادف الذكرى الأولى لأول مؤتمر صحفي لمدير عام في محافظة لحج كشف فيه دهاليز الفساد وضياع المال العام على مرأى ومسمع من كافة وسائل الاعلام والذي كان احد ابرز اسباب الإقالة بعدها بفتره بسيطة ... !

 

سمعت دقات باب المنزل تقرع فنظرت فإذا هم عمال وموظفي صندوق النظافه والتحسين لحج والذي كنت ذات يوماً اشغل منصب أخً عاماً لهم وليس مديراً عاماً تشاركنا قطرات العرق معاً وصببناها على شوارع وحارات الحوطه ليلاً ونهاراً بدون كلل او ملل بل بكل عزة وافتخار .. تفاجئت متسائلاً عن سبب مجيئهم فلم تكن اجاباتهم سوى ابتسامات الحب والوفاء وتذكر ايام كانت بالنسبه لهم اعياد لن تتكرر بسبب بعض ابناء لحج العاقين لهذه الارض الطيبه ..

 

كان مجيئهم ليطلبوا مني الذهاب معهم برحلة ترفيهية الى ساحل البحر بسبب الضغط والإحباط والإقصاء والتهميش الذي باتوا يعانوه منذ عدة اشهر .. فلم تكن إجابتي لهم سوى شد الرحال مع الرجال وتذوق بساطة الحياه التي يعيشها هؤلاء المظلومين الذي ارتسمت حياتهم وحياة ابنائهم بالتهميش المتعمد والحاقد ... جمعتني بهم مجددا جذور المحبه الحقيقيه والأخوة الصادقة وليست العهد الماليه او الترهيب والوعيد والكذب وبيع الأوهام ..

 

كان يوماً رائعاً بكل ماتعنيه الكلمه بل أنني اظن بأن هذه الكلمة لم تعطي للمعنى معناه الحقيقي الذي اشعر به ... 

ولكن كانت محطات نقاشية مؤلمة اثناء الطريق وشكواهم التي تجرح قلب النمرود شخصياً ان سمعها .. معاناه يعانونها هؤلاء العمال المغلوب على أمرهم اللذين لا توجد بين دعوتهم والرب القهار اي حجاب إن رفعت إليه ..

 

احزان وشكاوى قالوها ولكن ضمير المحبه ابى ان لايتركها الا بعد ان غسلناها معاً في سواحل عدن الثغر الباسم للوطن وابنة لحج الكبرى .. اثبت هؤلاء المهمشين بأنهم انقى قلوب وابيض من وجوه بيضاء قلوبها شديدة السواد .

 

مقالات الكاتب