حجور و کشف المستور

کان واضحاً منذ البدایة ان انتفاضة الشیخ الزعکري في حجور سیتم وأدُها و ان التضخیم الاعلامي الذي صاحب قیامها من قبل آلة الشرعیة و ابواقها لا یعدو عن کونه بیع للوهم لهذه المقاومة التی اعتقدت خطأ ان بامکانها  الانتصار او يمكنها تحقيق ماعجز غیرها عن تحقیقه و تناست في تغافل عجیب الواقع الذي یحکمها و الذي کان علیها ان تعیشه و تفهمه و هو انها لا هي و لا غیرها من قوی الشمال تستطیع تغییر المعادلة هناك و ان کل ماعلیهم فعله التماهي فقط مع سلطة الامر الواقع التي تحکمهم .

 

و یبدو ان من سوء حظ الشیخ الزعکري وقبیلته  انهم وجدوا فی منطقة تقع ضمن اعمال منطقة حجة التي تعد قلعة من قلاع الحوثیین و ینتسبون قبلیا لقبیلة حاشد التی تمثل احدی اهم  مخزوناتهم البشرية ( أي الحوثیین ) و بالتالي فلا یمکن للحوثیین ان یسمحوا بأي معارضة لهم فی هذه المناطق فمابالك بتمرد مسلح علیهم في حجور کما فعل شیخها المرحوم الزعکري ربما یناور الحوثیون  هنا او هناك سواء في الجنوب او  فی تعز او في الحدیدة او في البیضاء لکن عندما یتعلق الامر بموقع سلطتهم و اماکن نفوذهم کحجة و فی حاشد بالذات فان الامر مختلف تماما فلن یقبلوا به و سیعملون علی اجتثاثه مهما کلفهم  هذا الامر من ثمن و هو الشيء الذي حدث بالفعل مع الشیخ الزعکري فی حجور الذي تم اخماد تمرده بکل قوة و عنف و دون ان یتمکن احد من انقاذه  .  

 

واذا مانظرنا لحجم النتاٸج الکارثیة التی خلفتها هذه المعارضة المسلحة فی حجور علی من قام بها یجعلنا ندرك انها ستکون   بمثابة درس قاس لکل من یفکر مستقبلا  بالخروج علی سلطة الحوثیین التي باتوا یفرضونها الیوم باکثر قوة و اکثر عنفاً و اکثر وضوحاً لدرجة تجعلنا نقول بکل ثقة ان جمیع قوی الشمال مجتمعة لا تستطيع بل لا تقوی  علی  مناوٸة الحوثي من داخل مناطقها فالشمال و بالاخص مناطق الهضبة بالذات شٸنا ام ابینا هي مناطق حصریة تدین بالولاء للحوثي و هي اولاً و اخیراً عرینة و مصدر قوته و مخزونه البشري و انه مهما کانت الاغراءات و مهما کانت الوعود لن تخرج علیه و لن تعادیه بل ستظل تقدم له کل اسباب البقاء و الوجود وان حدث و وجدت بعض الحرکات المعارضة له فی هذه المنطقة او تلك فانها تظل حرکات معزولة لیس لها ايرعمق اجتماعي .

 

کما ان خذلان الحکومة الشرعیة لهذه الانتفاضة و التخلي عن الشیخ الزعکري سیجعل اي قوی مغامرة اخری یمکن ان تناوء الحوثي تتردد الف مرة عن القیام بأي خطوة مماثلة کالتي اقدم علیها الشیخ الزعکري .

                       

لقد کشفت احداث حجور او انتفاضة  الشیخ الزعکري فیها عن المستور و المسکوت عنه في الشمال حیث اظهرت هشاشة هذه القوی التقلیدیة التي یدعمها التحالف العربي و یدللها و یغدق علیها بالمال و السلاح و اظهرت حجم الکارثة التي ابتلی بها الشعب الیمني شمالاً و جنوباً مثلما ابتلی بها التحالف العربي ایضا فقد کان حری بالرٸیس و بالحکومة منذو البدایة ان یترکوا حجور و شانها یترکونها تواجه مصیرها بنفسها طالما و انهم غیر قادرین علی عمل شيء لها لان النتیجة کانت فی مجملها ستکون اخف وطٸة مما حدث الان واکثر من ذلك سیجعل باب الامل مفتوحاً لامکانیة تکرار التجربة مستقبلاً سواء في حجور نفسها او في غیرها من المناطق الاخری  و بات علی التحالف العربي الیوم اذا ما اراد ان ینتصر فی معرکته علی الحوثي فی الشمال علیه ان یقدم ابناءه و یقدم جیوشه  لیخوض بهم معرکته الفاصلة اما قوی الشمال المٶیدة للشرعیة من  المحسوبین علی الهضبة و التي یراهن علیها التحالف فللاسف و مهما بلغت قوتهم او کبرت اسماؤهم  فانهم یظلون اقزاماً امام الحوثي لیس لهم ادنى تاثیر علی مناطقهم و یبقى المدهش فعلا و المثیر للضحك فی نفس الوقت اننا و بعد هذا کله نجد الحکومة الشرعیة و بصمة التحالف تمنح هذه القوى المزید من الصلاحیات في المناطق المحررة لیصبح الیوم تاثیر علي محسن و هاشم الاحمر والمقدشي و الیدومي وغیرهم من قادة مایسمی بالشرعیة من  المنتمین للهضبة نجد تاثیرهم فی مأرب و عدن و حضرموت و شبوة و ابین و لحج والمهرة و سقطری  اکبر بکثیر من تاثیرهم  فی سنحان و العصیمات و الحداء و تظل هذه المناطق ( اي المناطق المحررة ) الیوم بالنسبة لهم منجماً یدر علیهم اموالاً طائلة باضعاف مضاعفة مماجنوه خلال  الفترة السابقة مجتمعة من الیمن باکمله قبل  الحرب .

 

 وختاماً نتمنی من قیادة التحالف العربي ان تراجع سیاساتها فی التعامل مع القوی المحلیة المتحالفة معها و ان تنظر بایجابیة اکثر الی القوی المٶیدة لها و الصادقة معها  في تحالفاتها بدلاً من الرهان علی قوی هي تعرف اکثر من غیرها انها اضعف من مواجهة الحوثي ناهیك عن تحقیق نصراً علیه و ان اکثر مایمکنها القیام به ابتزاز التحالف العربي و استخدامه فقط .

مقالات الكاتب