اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
أخشى فيما اخشاه أن يحصل للرئيس هادي مايحصل للببغاوات التي بسبب حبسها الطويل داخل الأقفاص الحديدية تصاب بحالة قوية من السأم وينتابها شعور عميق من الملل،إذ لاتستطيع وهي داخل هذه الاقفاص الضيقة التنقل أوالتحليق بحرية كما تهوى وحيث ترغب مثل سائر الطيور،فتعمد بفعل ذلك الإحساس البائس الى نتف ريشها تعبيراً عما وصلت اليه من رتابة وتعاسة وضجر .
وكذلك هو الحال بالنسبة للرئيس هادي فهو محشوراً داخل مقر إقامته في العاصمة السعودية (الرياض)محاطاً بقرار مجلس الامن الدولي الذي وضع قضية اليمن بيد التحالف العربي تحت (البند السابع)الذي هو في واقع الحال مجلس معطل الصلاحيات تماماً،فقرارته لاتنفذ وتظل حبيسة الادراج داخل أروقة مقرات الامم المتحدة ،فكم من قرار اتخذ في حق الانقلابيين الحوثيين سمعنا بصدورها عبر وسائل إعلام مختلفة مجرد فقاقيع إعلامية استهلاكية،لكننا في الوقت نفسه لم نلمس تأثيرها أومفعولها على الواقع المحسوس على حسب المثل:(نسمع جعجعة ًولانرى طحيناً ).
وإلى جانب ذالك نجد أن الرئيس هادي محاطا ًبرموز النظام السابق الذين رأيناهم خلال الشهر الماضي ومعهم-حراس جمهورية الحديدة -يطفئون الشمعة الثامنة لثورة الحادي عشر من فبراير-على حسب زعمهم -وهي الثورة التي لم يستطيعوا من خلالها الإطاحة برموز النظام السابق حيث وأنهم مكانهم يتربعون على عرش السلطة تحت مسمى الثوار الاحرار وبالتأكيد عندما تنتهي هذه الفقاعة سيعودون أئمة اليمن من جديد وهذا هو دأبهم -دائماً -فهم يجيدون البلطجة السياسية وتقمص أدوار مسرحية (التركة) وجاءوا ثوار وقلنا معهم،
ومن هذا المنطلق ينبغي على ثوار فبراير من الشباب المساكين أن يدركوا إن الدولة المدنية التي ينشدونها ويقدمون في سبيلها التضحيات الجسيمة -إن حلمهم هذا حتى وإن كان مشروعاً -فهو بعيد المنال كبعد الثريا عن الثرى فالثورات الحقيقة لا يأتي في مقدمة ثوارها الأبالسة ؤالعتاولة والفاسدون والمجرمون ،
كما ينبغي على الرئيس هادي أن يعرف أن هؤلاء الزبانية المحيطين به بعيدين كل البعد عن مفاهيم الوطنية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية ومبادئ الحكم الرشيد ، وإنهم لا يرون فيه سوى مجرد مصدر فيد وغنيمة ، ضرع يحلب لبناً وآخر يحلب عسلاً فيعملون من خلال هذه المواقع على تنمية ثرواتهم وتقوية نفوذهم على الارض ، وحتى الأسلحة التي يحصلون عليها من قبل التحالف أو بوسائل مختلفة اخرى فهي لا تستخدم بل تخزن في مستودعات سرية لهدف آخر يفهمه الفطين صاحب العقل الرصين ، أما مسألة تحرير الوطن من قبضة الحوثيين فليس من أهدافهم كونهم يعلمون - يقيناً - إن عرش (صنعاء ) ملك حصري لهم دون سواهم ، ولا خوف على هذا العرش وإن كان- حالياً -بيد الحوثيين لأن منهجهم واحد ومنبعهم ومصبهم واحد ،فالحوثية حوثيتهم والإصلاح إصلاحهم والمؤتمر مؤتمرهم والشرعية شرعيتهم والحراس حراسهم والثورات - جميعها - ثوراتهم ، فهم الثوار وهم الحكام وهم الأئمة في عباءة الجمهوريين شاء من شاء وأبى من أبى ، وسيظلون يتبادلون الأدوار في حكم اليمن على هذا النحو سرمد مدى ،وستظل هذه الكماشة - في الوقت الراهن - تطبق الخناق على الرئيس هادي إلى أن تأكل دابة الأرض منسأته ، فإذا لم يفرد جناحيه ويفلت من قبضتهم قبل فوات الأوان فسيجد نفسه - حتماً - في نهابة المطاف يصل إلى ما تصل إليه الببغاوات والله المستعان .