اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
يعتبر المعلم حجر الأساس والحلقة الرئيسية في العمليةالتربوية والتعليميية، يراها البعض سهلة يسيرة ،بينما هي في الواقع عملية شاقة ومهمة مضنية تتطلب بذل الكثير من الطاقات والجهود الذهنية والنفسية الظاغطة على الأعصاب والنفس، لكن المعلم، رغم ذلك يؤديها بصدق وأمانة وصبر وصدر رحب ، فتراه يستقبل خامات النشئ في بادئ الأمر، أشبه ما يكون بكرات من عجين فيشرع في تشذيبها وتشكيلها وصقلها فيصنع من هذه الكرات البشرية القاضي العارف والطبيب المتمكن والسياسي اللامع والمهندس البارع والضابط الشاجع والكاتب المبدع وغيرهم من العناصر النافعة والفاعلة في المجتمع ، إلا إنه ،للأسف ، يقابل في المجتمعات المتخلفة بالنكران والجحود حقوقه منقوصة وقيمته مفقودة ، حيث يضعوه في أسفل درجات السلم الإجتماعي فيعامل معاملة دونية محتقرة.
أما إذا سألت عن حال المعلم الجنوبي ، فحدث ولا حرج ، فهو يعاني الأمرين ؛ فقدان الوطن وضياع الحقوق ، وهذان العاملان يعدان من أقوى عوامل التعرية التي اصابة المعلم الجنوبي بمقتل ، فإذا كان الوطن مصدر عزته وكرامته ، فمصدر العيش الكريم (المعاش) أساس استقراره وطمأنينته . لقد تنكر له رفاق الدرب والمصير ،حيث تركوه ، وحيداً ، يتجرع المرارة ويكابد الهموم يصرخ ولا مجيب ويضرب ولا معين ، فأصيب بسبب هذا الجفاء بالقنوط والإحباط ، فتبدل شكله وتغيرة ملامحه ، تضاءل جسمه ونحل بدنه ، فلم يبق منه غير بقايا روح في حشاشة من جسد متآكل متهالك وأصبح ،بذلك ،يعيش (حياً مع الأموات).
والعيب كل العيب مردود على الشرفاء والصماصيم من أهل (الدار) الواحد الذين تركوا مؤازرته والوقوف إلى جانبه وهم بغباء(النعامة) لا يعلمون أنه إذا ضاع المعلم الجنوبي ضاع رصيد الجنوب من الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة وإذا ضاع هذا الرصيد ضاع الجميع وضاع الوطن، وهذا هو مبتغى اللصوص ومرادهم .