نختلف مع الفنان #أيوب في واحدة !

الفنان الكبير أيوب طارش ، أشهر من نار على علم ولا يحتاج إلى ثناء أو مدح ، غنى للجميع فأحبه الكل ،فهو بلا منازع هاجل المزارع وشبابة الراعي وزامل العامل وحنين المفارق ولوعة العاشق الولهان ونشيد الثوري والمناضل.

غنى أيوب للارض فرقصت على أنغامه السنابل في الحقول وغنى للمطر ومدارب السيل فتفتحت على قرع أوتاره براعم النرجس في الروابي ، وتمايلت في المروج الخضراء - طرباً - أزاهير الخزام. وغنى للمهاجر فهز صوته الشجي مكامن الشوق تحت ضلوعه فجرت في مآقيه الدموع ، وسرت في أحشاءه عبرات الحنين، غنى أيوب فأطرب بغناءه الأصيل البشر والطير والسائمات والشجر والحجر ...حتى ليخيل أليك وأنت تستمع إلى أغانيه أنك تعيش في كوكب آخر سكانه من الملائكة لا من البشر.

نعم كل أغاني أيوب تطربنا وتحرك وجداننا وتدغدغ مشاعرنا مادون أغنيةجاءة خارج السياق فشعرنا منها بالأمتاض وعدم الرضاء، ولم تلق - لدينا- قبولاً حسناً ونختلف فيها ليس مع الفنان أيوب ولكن مع من صاغ الكلمات التي ظاهرها ينضح بمشاعر الحب والود والوئام بينما يضمر باطنها التهديد والوعيد والتلويح بالصميل . ونواميس الحب - عادةً- تقتضي أن يتبع المحب منهج التراضي ويعتمد أسلوب الإقناع باستخدام عبارات التودد والتوسل والاستعطاف ، لكي يحضى بلقاء سعيد مع من أراد، لا أن يلوح بالعنف ويجاهر بالقوة كحال ذلك المغرم الموتور القادم من الشمال ، الذي أقسم بأن لا يمكن أن يعيقه عائق أو يمنعه مانع من الوصول إلى دار (عبله) حتى وإن كان هذا المانع بحجم الجبل . وقد فعلها - سابقاً - العاشق الولهان ، عفاش، الذي على ذاك الحبيب الأريب استباح - بجيشه اللجب - أرض الجنوب فقتل ودمر ونهب ماتعسر من العتاد والممتلكات والثروات وما تيسر من المعدات والشيولات وجعلها خراب، ثم تلاه المتيم عبدالملك الحوثي الذي على نفس الحبيب أجتاح بمليشياته وجحافله الجنوب ،مرةًأخرى ، فسفك الدماء ويتم الأطفال ورمل النساء وأجهز على ما تبقى من البنية التحتية (لعبلة) هدم الدور وفجر المدارس والمساجد ونسف الجسور وتركها يباب.

وحالياً يلوح في الأفق مغرم صبابة أشد وجداً والتياعاً ولم يعد يقوى على احتمال تباريح الهوى ومكابدة لهيب الشوق فأخذ يعد الزاد والعتاد وكما يبدو أنه سوف يستخدم نفس طريقة سابقيه ، راجمات الصواريخ ومدافع الهاوزر ، من أجل الوصول إلى ذاك الحبيب الغالي الموجود في باطن أراضي شبوة وحضرموت والمهرة وسواحل عدن ويظهر ذلك الشوق والهيام من خلال ترديد أغينة: (والله لو ينصبو شمسان مابيننا (برميل كرش) أو جبل سامع (برميل الشريجة) ما يقدروا يحرموا ولهان (المحتل الشمالي) محبوب قلبه من الضالع (خيرات الجنوب). المعنى في بطن الشاعر والحليم تكفيه الاشارة . مع اعتذاري الشديد للفنان المحبوب أيوب.

مقالات الكاتب