أبعاد الثقافة بين #الشمال و #الجنوب

ما يعانيه المجتمع الشمالي والجنوبي من فصل وتشطير ثقافي لم يكن وليد لحضه بعينها وإنما يمتد لعقود من الزمن أثرت المتتبع لتاريخ اثراء فلسفي لديناميكية الأسباب وراء هذا التباعد بالرغم من تقارب المسافات وتداخلها جغرافيآ يقوم على ركائز اجتماعية تتحكم في توجيه البوصلة السياسيه تحكم مباشر لما لها من واقع مفصلي في تماسك اللحمة الاجتماعية بين الانسجام والاختلاف وبالرغم من المحاولات البائسة لنخب الثقافة في تذويب هذا التباعد والعمل على إيجاد قواسم مشتركة محاولة تسويقها للمجتمعين الشمالي والجنوبي تتمثل في منظمات اجتماعية ودينية رياضية.

لكن تأثيرها ضل محدود لأنها ولمدا عقود من الزمن مضت شكليه لاتقدم ولا تأخر على الرغم من توفر شروط نجاحها لدا طرف من الأطراف وهوا الطرف الجنوبي الذي ضل على مدا عقود من الزمن ينادي من ضرورة التخلص من الموروث الثقافي الشمالي المتخلف لكي يتسنى دمج وتذويب المجتمعين ثقافيآ قبل الشروع في عمل قد يضر ولا يجدي نفعا الا أن التركيبة المعقدة للمكونات الطبقية في الشمال كانت عبارة عن حائط صد لكل تحديث تتبناه اي نخب ثقافية اجتماعية سياسية وحافظت وبقدره عاليه على المستوى الذي تظمن عنده بقائها كلاعب رئيسي في صنع توجهات المجتمع وفق معايير باليه تتموضع حول تركة مافيا الفساد والتخلف مشايخ اعيان تجار سياسيون وبفعل مدا التلازم هذا بين تلك المكونات لم يستطيع المبادرون من فرط العقد بل حافظت وبقوة عالية على ذلك مع وجود الرافد الإعلامي المسيطر واستطاعت تلك التكوينات ان تفرغ ثورة سبتمبر من محتوى أهدافها الحقيقة وتطويعها لخدمة أغراضها مع وجود جانب بسيط من البناء يخدم فئات اجتماعية معينه لا يصب في مصلحة الجميع. وبالمقابل وجود تقدم واستقطاب لدى الطرف الجنوبي الذي استطاع ان يذيب الفوارق الطبقية والتخلص من الموروث الثقافي الاستعماري السلاطيني البائد وإيجاد ثقافة موحدة للمجتمع الجنوبي تقوم على أسس متينة تفاعل معها كل مكونات المجتمع فحققت انجازات منقطع النظير من استقطابات شبابية نسائية وغيرها لعبت دور أساسي وبارز في صنع القدرات المجتمعية للنهوض وفق أسس وادلوجيات لمرحلة التحرر الديمقراطية انبثق عنها منظمات حقوقيه تدافع عن الحرية والمساواة والعدالة المجتمعية صيانة لمكسب الاستقلالية فكان تأثيرها تأثير مباشر لصيانة الهوية وللحفاظ على السيادة الوطنية لما لها من ثقل على الساحة الجنوبية. بعد ذلك وفي فترة وجيزة لم نلمس اي مدلولات بمسمياتها مشايخ سلاطين وغيرها بل اصبح الناس يحتكمون لسلطة القانون مع وجود بعض الاخطا البسيطة التي استثمرها معاديون لتلك الحقبة من الزمن من بواسطتها جرا تجنيب الرموز الدينية واعفائها من المشاركة في صياغة التوجهات تلك مع ايهام الناس انه لاتتناسب مع ضروف التطور العلمي وتعمل على تقييد الحريات وغير ذلك.

وبالمقابل ان غدى ذلك التحديث في توجهات وسلوك المجتمع له من الايجابية الكثير والكثير على نمطيية الفلسفة للمواطن الجنوبي إلى يومنا هذا، ومن ابرز تلك الايجابية التحصين ضد النزعة القبلية والعرقية فبعد الوحدة عام تسعين على سبيل المثال اراد النظام الشمالي تطبيق التجربة الشمالية على الجنوب للعمل بجدية ومباشرة في تكوين مشايخ وعقال حارات كاتباع له ينفذون أجندة خفية تخدم اغراضة محاولا بذلك أحياء النزاعات القبلية التي كانت قائمه قبل الثلاثين من نوفمبر سبعه وستيين للاستفادة منها في إخضاع المجتمع الجنوبي يقابله العمل تناسقا لتهميش التعليم الذي كان منجز يفتخر به علىمستوى الوطن والعربي. وفق معايير المنظمة العالمية للعلوم عام خمسة وثمانون تسع ميه والف فلم تنجح تلك الشيطنه النظاميه للشمال الا نجاح طفيف في بضع مناطق ولاكن في اغلب المناطق تكيفوا معها تقليلأمن نسبة تأثيرها. مع ذلك ضل النظام الشمالي يعمل جاهدا حتى ثورة الفين وسبعة التي انشا بموجبها مجالس الحراك في كل قرية ومدينة فبرز مكون الحراك السلمي الجنوبي لاعب أساسي في المقاومة يعمل جاهدا علىفضح أساليب النظام الشمالي الذي لم يكن من مسمى له الا نظام محتل مئة المئة واستطاع ايصال صوته للعالم وبرز الإعلام الجنوبي رافد مساند لذلك كصحيفة الأيام وغيرها ونشائت قنوات عدة تعمل في نفس الغرض وعمل هذا التكامل على تقوية وشدمن عزيمة المجتمع الجنوبي. والرفع من معنوياته واستناد إلى هذه الحقائق التي لاتغيب عن كل عاقل ومتابع يضهر لنا جليآ ووضوحا مدا هذا التباعد الثقافي في إطار فصل مجتمعي إلى مجتمعين وفق معايير ثقافية ادت دور فاعل بالنحي بالمجتمع الجنوبي إلى تبني مطالب تعد واقعية محاول النأي بنفسه عن الهوية اليمنية واستدرك حلول قد تجعله يومآ خارج إطار التواجد اليمني حتميآَ.

مقالات الكاتب