[من الذكريات]

 

كل شيئاً له قواعد وله اساس وله اصول وجذور لازالت عالقة في الذكريات عالقة في الوجدان العدني.
كل شيئاً في مدينة عدن كان جميل ورائع رغم بساطته وكل شيئاً في مدينة عدن كان دمه حالي(دمه خفيف) خفيف الظل كانت عدن مكان للإبداع في كل شيئاً والرائدة في كل شيئاً وهذا بشهادة العدو قبل الحبيب وكل من عرفها وسكن فيها وأكل وشرب من مائها وتنفس عبيرها وهواها وزار شوارعها وضواحيها وعرف وعايش اهلها وناسها الطيبين اهل الكرم والجود والأخلاق والعلم والأمانة.
عدن الفن والمعنى والمغنى والتراث والتاريخ والثقافة.
عدن التشريعات والقوانين والمدارس والجامعات والمهن والحرف ولا مجال يتسع لكل مانريد ان نبيح به وما تختزنه الداكرة.

ولكننا اليوم سوف نتحدث عن شيئاً كان موجود في كل بيت عدن وضواحيها ومدن السلطنة العبدلية والفضلية التي كانت لها تشعبات وارتباطات في مدينة عدن وضواحيها.

كل شيئا له قواعد واساس وله اصول وجذور وله اركان يقوم ويستقيم عليها.

كانت الحوافي والشوارع والأسواق واللوكندات انذاك كلها تمتلئ بالقعائد الحبال وكان اغلب الوافدين من المناطق الشمالية والأرياف والمحميات هم من يستأجروها لأغراض كثيرة منها للنوم ومنها للمقيل وكانت هي المشتهرة والمرغوبة اكثر من القعائد الحديد(السبرنج) ابو قلاصات.

القعادة الحبال كانت تعمل بمهارة بأيدي عدنية من النجارين والحرفين المبدعين في مدينة عدن وهم كثر.


كان الصاري يعتمد لطول القعادة والصارع كان يعتمد لعرضها والقوقعة(الرجل) وهي اربع قوائم(قواقع) رجول تستقيم عليها القعادة ويأتي بعد ذلك حياكة الحبل ونسيجه بمهارة لتكتمل تلك الصورة الرائعة لتكون تلك القعادة الحبال بااركانها القوية الذي يتكون من اعز الأخشاب التي لاتتأثر بعوامل الطبيعة ولا تأكلها الأرضة والبعض منها قائم الى الأن في بعض القرى القريبة من عدن والتي لا زالت تحتفظ بهذا التراث الأصيل.

كل شيئاً له اساس وقواعد واصول وجذور متى نحن نحافظ على اسسنا وقواعدنا وجذورنا وتاريخنا وتراثنا وقوانينا وتشريعاتنا ومدنيتنا ومدينتنا عدن.

هل نستطيع ان نكون مثل الصاري والصارع والقواقع ونستقيم على اربع اركان ونحيك امورنا كما كان يحيكها وينسجها اباءنا واجدادنا المبدعين الذي اقاموا الصهاريج وقلعة صيرة وباب عدن(باب السلب) والبغده والبومس والقلاع والحصون المنتشرة على طول جبل التعكر والمنظر.

كل شيئاً له اساس وله اصول وجذور وقواعد لن يقيمها إلا ابناءها وإذا اجتمعوا على امراً واحد.؟!


#المريسي

مقالات الكاتب