اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
نعم هنا عدن رغم أنوف الحاقدين والمتآمرين والخانعين والبائعين ، ستبقى وستعود عدن ، كما كانت قبلة المناضلين الباحثين عن أوطانهم ، وملاذاً آمناً للهاربين من بطش الحكام وضيم الطغاة ، وملتقى الأدباء والشعراء الأحرار الذين أبوا ورفضوا أن يكونوا دراويشاً ومداحين على أبواب السادة والولاة ، بل فضلوا تسخير ابداعهم الحر في سبيل الدفاع عن حقوق الفقراء والمقهورين المحرومين من نسمات الحرية وأنفاس الأمان .
نعم هنا عدن ،ستبقى وستعود كما كانت في زمنها الجميل موطن الأمن والسكينة ، حيث كان الداخل إليها لا يجرؤ أن يحمل معه سكيناً أو ذبالة طماشة واحدة كون عدن كانت حينذاك لا تقبل سلوكيات البداوة وعصبيات الجهالة ، وترفض مطلقاً قبول تصرفات و عقليات عصور البسوس وحماقات أزمنة داحس والغبراء وأبي زيد الهلالي ، إذ لا حاجة وقتذاك لمن كان يرتادها إلى أن يمتشق سيفاً أو يتأبط رمحاً أو يحمل بندقية وباروداً ليذود به عن نفسه ، بل كان يتنقل في أزقتها وشوارعها وسواحلها في دعة وأمان تام ، وإذا ما غالبه النعاس أوالوسن ، يضع أشياءه بجواره وينام حيث هو ، في الشاطئ كان أو فوق الرصيف أو على قارعة الطريق ، فلا ينتابه شعور الخوف على نفسه من رصاصة قاتل، أو على رقبته أن تمسها شفرة سكين، أو على أشياءه أن تمتد إليها أيدي اللصوص ، فـعــدن وقتها كانت قد جففت منابع الخوف وقضت على مصادر القلق وردمت تماماً بؤر الجريمة .
نعم ستبقى وستعود عدن كما كانت أعز مكان للهدوء والراحة والأسترخاء ، خالية من تفحيط البلاطجة ، ونخيط الطائشين ولعلعة رصاص الأعراس ، تنساب فيها حركة السيارات والمارة ، مثل انسياب الجدول الرقراق ، لا تسمع فيها ضجيجاً أونهيقاً ولا لعلعة أو فرقعة .
فتعال معي أخي الجنوبي ، أنا وأنت ، نمشي خطوة خطوة على الدرب المثخن بالجراح والأتراح لنعيد لعدن اشراقتها وبهائها وجمالها ، ضم ساعدك إلى ساعدي لنكنس منها ومن عموم مدن الجنوب ما تبقى من شوائب وأوساخ ( الوحلة ) لكي تعود لنا عدن ، كما كانت ، ثغر الجنوب الباسم ،مشرقاً بالمحبة والوئام ، منيراً بالأمن والسلام .
فهل أنت فاعل أخي الجنوبي ، أم ستظل ، كما أنت ، مكابراً تحرث في بحور الضد والضياع وتسبح عكس تيار الحقيقة والهدف المأمول .