توحش المنصب

قليل  أولئك البشر من تسند اليه مهمة فيقبضها بهمة عالية يستشعر حجمها وحجم  المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاهه هو  اولاََ ومن ثم تجاه الأخرين . يمضي  معتز بنفسه  لما يتبناه ويدافع عنه ومؤمنِِ به. أبداََ لا يصغرًها أحتقارآَ ونزولا عند شهوات مطامعها وغرائزها الدنيوية يحرص كامل الحرص بما لا يترك مجالا في أوساط حوله من الخلق مناصرين له وغير مناصرين  إلا سيرة عطرة  ظاهرها عظيمة وأيضا غابيها وباطنها عظيمة تطبيق للقيم وللمبادى والأهداف قولاََ وفعلا. فبقدر ما ينازعه الهواء بقدر ما يتصبر ويحتسب  ويتجلد كي لا يقع في خطر  المحضور ليس إلا خوفاََ من عقوبة الله قبل كل شيء وثانيها عقوبة الناس والضمير.
 
 
 وبالمقابل هناك من البشر من يتحمل تلك الأمانة حين تبلغه ويمسك بها  ولا يستشعر من ذلك المعنى بشيئ  فما أن يصل لموقع القرار والمسؤولية حتى يبداء يمارس سلوك آخر  لم يكن  معقول ومتوقع يصدر  منه لما سمع منه من كلام معسول وما عرف  عنه  من قِبل الكثير ضَنًاََ فيه الخير الوفير ولكن خاب ضنهم ليبدا سلوك توحش المنصب ضاهراََ للعيان فيه وعليه.  وهكذا على نسق  ذلك التوحش يمضي يخوًن هذا ويعاقب هذا ويستميل هذا غير إبه بشيء ولامذعن لتحذير يصدره طرف معين فكل ما يقال ويتردد بين الناس  مجرد كلام لا ينظر اليه من قبله وأعوانه  سوى خيانة وتأمر على الوطن والشعب وخرق لحدود القانون  والحرية.
 
 
هكذا ليقوده غروره وجهله بل  ويقود الجميع  إلى مجهول المجهول  مسلم رقاب الكل  للعذاب والعذاب والخراب  وهذا لو  لم يكن لو أن  توفر النصح له وتوفرت الحكمة لديه هوا وحدً من هتك سفه البطانة الفاسدة من نصابين ومحتالين متأمرين وحاقدين من يعمل على  التقرب جري وراء الضفر بقسمتهِ من غنيمة الكعكة المعروضة والمستابحة تواََ ليأخذوا مواقعهم عملا على  تزيين الساحة يفرشونها بالورود بزعم أن كل الأمور تحت السيطرة  وإن ما يتسرب ويبلغ من عويل وتبرم  الرعية غير شوية مزايدات لفاقدين المصالح  وبعض المضلومية البسيطة من هي أكيد  يسوى وضعها  لاحقا في حينها  فهي لا تستاهل حتى  الوقوف عليها وأخذها على محمل اللجد.
 
 
وعلى ذلك تمر الأيام والسنين ويزداد المنصب توحشا وضراوة  ويزيد الحراس عليه  نشاط- حيوية  وحرارة يقدحون  ويشتمون ويقطعون دابر ذاك وهذا يمرغون انوفهم في التراب من اجل اعلاء راية الحق والوحدة والترابط حفظ للأمن والسكينة العامة  من القاعدة إلى القمة لبلوغ المستقبل المنشود أرضا وتعاطف مع رأس الهرم  وبالأساس هم يكرسون هيمنة  هدم الذوات مقابل بنا الذات يواصلون  ما اختتطه سيدهم  ليأكدوه عليه باستمرار  كمالك حصري لكل المشاكل بعيدها وقريبها وقدوة للرعية لما مكنوه منه وهيؤوه له من قساوة وعنجهية وبقوة البندقية والبندقية فقط أستباباََ للأمن والسلم ومطلب الأغلبية.

مقالات الكاتب