سرقة ثورة 26سبتمبر بعد اعتلاء منصتها

ثورة سبتمبر 62م. هي ذلك الحدث الكبير ،الذي على إثره تنفس شعب الشمال الصعداء، لينطلقوا مبشرين ومهللين، بقدوم عهد جديد، بفجر جديد، يحمل بشرى الخير والسلام للجميع.

وعليه. اخذ كل مواطن يمني في إطار الشمال، يعمل ويتحمل دوره المناط به، للدفاع عن هذا المولود الأنجُبي، والذي ما أن خرج للعلن، إلا وبدءت تقف في وجهه العديد من التحديات، وفي طريقه جم من العراقيل، ولكن بالرغم من ذلك استطاع الثوار بإصرارهم والتفافهم. حول ثورتهم، من إرساء دعائم النصر لها، ومباشرة تحويلها إلى واقع ملموس، يتفاعل معه معظم الشرائح الطبقية في الشمال، لما تتبناه وتنادي به في خطابها من أهداف، وما تطرحه من مبادى، ومبادرات شعبية وجماهيرية، والتي تعد كأمتداد للثورات العربية، من مصر إلى العراق، إلى الجزائر وليبيا، وغيرها. 

 ثورات ولدت، من رحم المعاناة الطويلة للإنسان العربي، من الخليج إلى المحيط، ليتمكن في الأخير أن يقوم ثارا ومنتفضا ضدها، وضد من يتمثلها، أكان مستعمر أجنبي، او مستعمر قريب داخلي، ومستند إلى سواعد أولئك الأبطال، والمؤمنين بمشروعية الكفاح والنضال، في تغير حياة الإنسان إلى الأفضل، وإنتشاله من براثن واقعه المرير، بمفاهيمه الكبرى ( الفقر والجهل والمرض) بما يعني تحقيق الرخى والعدالة الإجتماعية والمساواة، بين الجميع. كان هذا ضمن منظومة أهداف صاغها وتبنتها الثورة، وعملوا تطبيقها الثوار، على الأرض ومنذو الوهلة الأولى لقيامها،

  . وعلى هذا الأساس اخذ انطلاقها يسير، في موكب وزخم منقطع النضير، أصاب من حوله بالدهشة، واجبر اعداءه على الرضوخ والإنصياع لمطالبه، من تعد صميم مطالب الشعب. 

 وعليه. حين لم يستطيع أولئك من كبح جماح الثورة، واللحد من تقدمها، وبكل ما آوتوا من قوة. إلى إن توفرت القناعة لديهم، من استحالة ذلك لجأو إلى تغير فن وطريقة المقاومة، كضرورة ملحة، وهي التسلل ومحاولة الانغماس في هذه الثورة، ليتم تفكيك تركيبيتها وإفراغها من مضامينها الحقيقية، ليتسنى تحويلها إلى نزق العصبوية الجهوية، بما تشتمل عليه من فكر آيدلوجي وعقائدي متأزم، فكر لا يغادر مربع مفهوم القبيلة والعشيرة بإطارها العام وكل هذا جرى بعد محاولات باءت بالفشل في مراحلها الأولى، ولكن في الآخير حققت مبتغاها، ونجح أولئك إلى ما يصبون اليه، وبواسطة هذه الطريقة، والتي كانت المثلى على خلفية تقمص دور الثائرين، وبفعلها تم لهم ذلك ومكنتهم من الوصول، إلى مراكز متقدمة في صناعة القرار. بما يعني البدايات الإولية لألقاء القبض على ثورة سبتمبر أيلول، ليتم مزاولة العمل على إفراغها من مضامينها الحقيقية، لتصبح في ألآخير مجرد شعار وقصائد بألحان مغناة. اجمل ما يجسدها، روائع شدى وطرب الفنان أيوب طارش، حين يطرق المسامع عند قدوم كل احتفالية، بيوم 26سبتمبر من كل عام كرمزيه فقط، اما واقعها الحقيقي مغيب تماما، واقع يخلده عقول أولئك الجيل ممن عاشوا أحداثه، وذهبوا سارحين معه بخيال وأحلام تكسرت عند اول الطريق. وعند اول مواجهة حقيقية لبناء ذات الإنسان ليعودوا محبطبن مثخنين بالجراح ومجبرين على البقاء في كنف الشقاء تحت ديكتاتورية الإمامه الجديدة إمامه مقسمة بين رجال القبيلة من حاشد إلى حاشد ولاغير. إلى أن جاءت ثورة سِباب فبراير على غِرة. وهكذا تسلم مفاتيح صنعاء من جديد وعلى عجل وتعود لملاكها ولأصحابها التاريخين وبفارق سعر الفائدة سعر محسوب من 26 سبتمبر 1962م إلى يوم التسليم والأستلام وياله من سعر.سعر قيمته المضافة إلى قيمته الثابتة دما وأشلا ونواح الثكالى والمقهورين.

مقالات الكاتب