يقتلونهم بصمت!

قد يتفق معي كثيرون في ان ما لم يكن متوقعا البتة رغم كومة الاخفاقات المخجلة التي خلفتها سياسة دول التحالف خلال ادارتها لملف الازمة اليمنية! هو ذلك السقوط الاخلاقي الذي شهده ملف الجرحى.
 
 
اذ لا يمكن هنا إختلاق الاعذار والمبررات في سبيل إقناع الجرحى وذويهم بعجز دولا بحجم وموقع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات في ايجادهم حلا طارئا يساعد في تحييد هذا الملف عن مسلسل الصراع السياسي بين فرقاء الداخل وإنهاء هذا العبث الحاصل اليوم بحق الجرحى والمرضى العالقين بسببب اشكالية جوازات السفر تلك.
 
ـ فلا يجوز باي حال من الاحوال القبول بإستثمار معاناة الجرحى وتحويلها الى ورقة تفاوض لصالح من يعرقل إستصدار جوازات سفر لهؤلاء الجرحى ..
 
ـ أليس حريا بدول التحالف إظهارها قليلا من الوفاء والعرفان لمن صنعوا لهم ولها الانتصار الوحيد؟ وساهموا بتحقيق بعض من اهدافها التي تاهت؟ لم هذا التغاضي امام ما يحدث اليوم للجرحى من تعسف وإهمام متعمد من جهات مسؤولة يفترض انها تحت سلطة التحالف ؟ !..
..أيعقل هنا سماحها وتسهيلها لسفريات السياسيين بينما تعجز في ذلك مع من هم أحق وأولى بالعناية والاهتمام؟  
 
- لا غرابة إذن ! من تنامي النبرة السائدة التي باتت تتحدث اليوم عن خذلان التحالف لحلفاءه وانصاره ناهيك عن تمييزه المقزز بينهم ..
 
# في الوقت الذي تزداد فيه حالة معظم الجرحى سوءا جراء افتقادهم لجوازات سفر تمكنهم من المغادرة للعلاج خارجا، لازال التحالف حتى اللحظة يمارس صمتا وتغافلا لا اخلاقيا بينما تستمر الشرعية هي الاخرى في تاكيد حالة عدم الاكثار واللامبالاة لمعاناة هولاء؛ ليبدو هنا أمامك المشهد الاكثر جحودا وقسوة! ! مشهد القطة التي تأكل أبناءها.
 
     

مقالات الكاتب