إخوان اليمن وسيناريو الخيارات الثلاثة !

(ذهب بحثا عن الفائدة فأضاع رأس المال).

..مع أنه مثل شعبي بسيط لكنه بالفعل إستطاع ان يلخص نهاية الغباء لمن أخذته أوهام التربح بعيدا دون ان يؤمن أساساته جيدا قبل الانطلاق في رحلة البحث تلك ..

 

ـ وهي تقريبا ذات الحال التي بات يعيشها اليوم قيادات الإخوان باليمن؛ اذ يبدو يومها بالفعل ان العزة بالاثم قد أخذت تلكم القيادات بعيدا جدا في صراعها مع الرئيس (صالح) مطلع العام 2011م بغية الظفر بالحكم تحت مبرر رياح التغيير ونغمة الربيع العربي التي أجتاحت بلدانا عربية عدة، فاضحوا يؤججون الشارع ويحرضون النخب السياسية لقلب نظام الحكم هناك ليس حبا بمبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة كما زعموا حينها بل فعلوها لغايات وأطماع حزبية وضيقة تعود بالنفع والفائدة لاؤلئك القادة السذج دون غيرهم من قطعان الشباب المحتشد آنذاك في ساحات المدن اليمنية..

 

 بطبيعة الحال فان شريط الاحداث التي تلت سيطول كثيرا ؛ لكني ساحاول هنا ان أضع القارئ امام النقطة التي توقفت عندها أوهام الربح والفائدة المرجوة منها، وكيف بدى فعلا ان قادة الاخوان قد دخلوا مرحلة إستشعار الخطر الوجودي لهم فضلا عن إندثار وعود وأماني وردية كانوا يمنون بها أتبعاهم وقواعدهم (أساساتهم) ..

 

ـ تلك النقطة كانت هي الفاصل الجلي بين الواقع الافتراضي لطموحات الاخوان بالامس والواقع الحقيقي لسلطة الحوثيين اليوم، وكيف أنتهت آمال ومساعي حركة الاسلام السياسي الاولى في اليمن الجمهوري عند أسوار حسينيات الحوثي ويمن الملكية العائد بحلته الخضراء الجديدة ..

 

عموما يبدو أن حسابات خاطئة وإخفاقات متراكمة صنعتها النخب السياسية هناك كانت هي خلف إضاعة الشمال الجمهوري أرضا وأنسانا؛ وعلى إعتبار ان العهد الوحدوي ل(صالح) وحزبه قد وليا عمليا، ستقع إذن مسؤولية ذلك الإخفاق وكذا إستحقاقات إستعادة ما سلبه الحوثيون تلقائا على عاتق أخر اصنام الوحدة واليمن الجمهوري متمثلة بمؤسسة الشرعية وتحديدا شقها الأكبر والاساسي حزب الإخوان المسلمين والقوات العسكرية التابعة له ..

 

بيد أن واقع الحال والصورة الماثلة أمامنا اليوم خاصة بعد خمسة أعوام حرب تخللها الكثير من المواقف المتلونة والانتهازية المقرضة لربما تؤكد بوضوح ذلك التوقع في ان مصير ومستقبل تلك القيادات المغامرة ومعتقداتها النفعية قد بات بالفعل رهينا لثلاثة خيارات !

ـ الاول :

الإنصهار تدريجيا في بوتقة التحوث والعودة الى مربعها الاول كجمعات مطيعة وخانعة لرغبات الاماميين الجدد (عهد الدولة المتوكلية الهاشمية يعود..) وما الجموع الخضراء التي تكتسح مدن الشمال اليوم الا مقدمة تلك العودة المرتقبة .

ـ الثاني : 

تصحيح المسار ومحاولة التوقف عن الركض وراء اوهام تجديد الوصاية للجنوب المحرر ، وهذا الامر سيقتضي بالضرورة إعادة تجميع وشحن قواعدها وانصارها وحرف البوصلة باتجاه استعادة الشمال أرض تلك القيادات ورأس مالها ..

ـ الثالث : 

إستمراء التبعية لمعرجعيات الخارج والإستسلام لحياة المنفى الى ما لا نهاية بإنتظار تقلبات المشهد الاقليمي والدولي عله يعيدها للواجهة مجددا ..

 

وهنا ينبغي أن يعلم أتباع أولئك المتأسلمين زيفا ان عدا تلك الخيارات او السيناريوهات لن يكون الا مزيدا من تصدير الوهم والتدليس؛ ذلك أن من أضاع أسه وأساسه يستحيل بعدها ان يقنع الاخرين بانه سيجلب لهم الفائدة .

 

..وبمعنى أوضح ! فأنه قد بات من الصعب جدا اليوم على تلك القيادات المنفية وقنواتها الاعلامية النائحة في ان تقنع جمهورها المغيب بإمكانية عودة الجنوب المحرر الى كنف الشمال مجددا او حتى مجرد الحديث عن بقاء يمن واحد موحد ؛وذلك لسبب بسيط جدا ! وهو أن تلك القيادات العاجزة قد فقدت الشمال أساسا ولم تعد تمتلك فيه سوى أطلال منازلها ؛ فكيف يمكن لمن عجز عن حفظ ارضه وملكه ان يجلب لنفسه ما هو ملك للاخرين ؟

مقالات الكاتب