ممارسات الشرعية نموذج سيء لمستقبل مخيف

 


دخل مُهري ومقشنن أنه تم قطع مرتب فلان لأنه عفاشي، وهو بداية قوية ورسالة مخيفة للبقية..

قلت له: المرتب حياة وحق مكتسب للأسرة والأبناء ولا يمكن أن يكون أداة للمساومة بأي حال من الأحوال، ولا يجوز قطعه أو منعه أو مصادرته إلا بحكم قضائي بات..

قطع مرتبات المواطنين بسبب مواقفهم وآرائهم؛ ممارسة إجرامية لا يقوم به إلا العصابات الهمجية وليست الدول الشرعية كما تدعي..

علي صالح كان يصرف مرتبات خصومه لأسرهم في صنعاء وهم يعارضونه من الخارج ويعملون ضده، وكان يقول: المنزل والمرتب للمكالف والأطفال وليس له، واسألوا أشهر معارضيه كعبدالله عبدالعالم، وعبدالله سلام الحكيمي، وحتى هاربين 94 بعد الحرب..

لهذا فإن ممارسات الشرعية نموذج سيء لمستقبل مخيف، إذا لم يتم القضاء عليها وليس تجنيبها فقط..

وعلى صعيد آخر.. الحوثيون في صنعاء احتفلوا بتخريج 400 عقيد من كلية الشرطة بصنعاء؛ بينهم 344 من صعدة والباقي من بقية المحافظات..

والإصلاحيون في مأرب منحوا كل كوادرهم وأعضائهم من الشباب الذين نزحوا إلى مأرب ومن مختلف فئات المجتمع بمن فيهم زملاؤنا الإعلاميون رتباً عسكرية عالية ما بين نقيب وعقيد، رغم احتفاظهم بوظائفهم المدنية..!!!

وكلا الفريقين يرفض الآخر ويفجر في خصومته معه لتستمر الحرب؛ وتكثر بركاتها عليهم وعلى قواعدهم وأعضائهم، فيما بقية أبناء الشعب يعيش أسوأ أيامه وأبشعها فقراً وأمراضاً وامتهاناً لآدميته منذ ثورة 26 سبتمبر 62، وأصبحنا بين خصمين فاجرين يدبجون الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وهم أبعد الناس عنها..

وهناك من يستغرب لماذا عادت الطالبة فاطمة حجري التي سرقوا منحتها؟، وهم يعلمون أن غريمها الكبير (هادي) الذي باع اليمن كلها لأجل عيون جلال وإخوانه، ونزح إلى الرياض منذ ست سنوات، ومتعايش مع نفسه جدا رغم كل ما يحصل لليمنيين في مشرق الأرض ومغربها..

وللتذكير، قبل أحداث الربيع العربي 2011 بفترة وجيزة اتخذت الأكاديمية البحرية التابعة للجامعة العربية قراراً بإيقاف الطلاب اليمنيين عن الدراسة بها، لأن اليمن لم تسدد الرسوم التي عليها لعدة سنوات..

السفير اليمني، آنذاك، الدكتور عبدالولي الشميري، زار الأكاديمية في الاسكندرية ثاني يوم من القرار، ولم يخرج إلا وقد ألغي القرار وعاد طلاب اليمن لاستكمال دراستهم.

طبعا هناك تفاصيل كثيرة حصلت في اللقاء بين السفير والأكاديمية ليس مكانها الآن، لكني أوردت القصة كي أدلل على أن السفير بإمكانه أن يُحقق أشياء كثيرة لمواطني بلاده.

وهذا ما لم يستطع تحقيقه السفير الحالي د. محمد مارم الذي أصيب بلوثة عقلية جراء القفزة التي حصلت له وأوصلته إلى منصب سفير؛ رغم أنه يفتقد إلى الكاريزما والخبرة والحنكة وعقلية الإدارة وحتى الشخصية القيادية، وبالتالي فإن قضيتنا كيمنيين مقيمين في هذه البلاد (مصر) عادلة جداً، ولدينا أعراف ودم ومصير وقوانين ووثائق واتفاقيات سابقة تدعم بقاءنا بأقل التكاليف كأشقائنا السودانيين والسوريين وربما أكثر؛ لكن محامينا فاشل بل ومعتوه أيضاً، ضرره أكثر من نفعه..

ولذلك نقول: غريمنا الدنبوع وما دونه تفاصيل.

ختاماً.. قولوا لقيادات الحوثيين إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حزين جداً، لأنكم نهبتم محل وليد عطاء (متجر ميلانو للأحذية) بالقرب من ثانوية عبدالناصر بصنعاء بمبرر أنه لم يعلق زينة المولد النبوي الشريف..!!

وأخبروهم أن رسول الله (ص) الذي قال: "أحب الأعمال إلى الله تعالى سرورٌ تدخله على قلب مسلم"؛ لا يحتاج إلى زينة تنهب جيوب المساكين باسمه.