ما حقيقة؟ (إنزال العلم وعدن للعدنيين)؟!

 


" ْعنَزُةِ وَلُوَ طِارَتْ "..ليس ثمة من توصيف دقيق كهذا المثل العربي ليفسر لنا حقيقة تلك المحاولات البائسة التي تحاول من خلالها قوى نفعية بعينها لطالما سعت قياداتها الى إطالة أمد الحرب والفوضى بالبلد،أملا ورغبة بتحقيق مصالح ذاتية وكذا سعيا منها في إخفاء حالة الفشل والمصير السيئ الذي بات ينتظرها..

..ولعل آخر المحاولات البائسة تلك، والتي حاولوا عبرها التأكيد لممولي نشاطاتهم بجدوى دعمهم وانهم لازالوا يمتلكون القدرة في إثارة الفتن والنعرات بل وتأليب الرأي العام متى شاؤوا؟ وأينما أرادوا؟

ـ دعوات الجهوية وزوبعة العلم، هل ستكون ورقتهم الاخيرة؟
تعلم تلك القوى الظلامية جيدا ان التوقيع على إتفاق الرياض بين شرعية هادي والمجلس والانتقالي كان بمثابة المسمار الاخير في نعش نفوذها وسطوتها بالجنوب، لذا ليس غريبا إصرارها وإستماتتها في خلق التوترات وإثارة النعرات بغية إفشال ذلك الاتفاق والحد من تطبيقه عمليا ..

لكن ماهو غريب هنا ! هو ذلك التفاعل لجهل ربما او لعفوية غلبت في تعاطي بعض النشطاء والاعلاميين الجنوبيين مع تلك المحاولات المفضوحة بل والتعامل معها بعاطفة مفرطة وتهويل لا مبرر له ؛وهذا بالمناسبة ما ينشده مبتدعو تلك الإثارات والدعوات الصاخبة أصلا ..

ولتفنيد هذا التعاطي الجنوبي الخاطئ ضع إجاباتك فقط حول هذا التساؤل !
فهل يعقل مثلا لمن تجاوز البروتوكول والعرف الدولي عمدا أثناء مراسيم التوقيع على إتفاق الرياض وسمح لممثل الانتقالي يومها التوقيع متوشحا بعلمه الخاص وفي حدث تاريخي ومناسبة هامة أيضا يفترض أنها جاءت لتؤكد حالة توافق معين تحت مسمى اليمن الاتحادي وحكومة المناصفة؟ أيعقل انه أستفاق اليوم متاخرا ليتذكر فجأة !جزئية ضرورة إنزال ذلك العلم الذي صمت عنه هناك في الرياض ويأتي مطالبا بذلك الامر هنا، وأين؟ في عدن..عقر دار العلم الجنوبي؟!

إذن فألامر هنا بات واضحا جدا ولا يحتاج الى تفسير او تأويل ! في أن ثمة إيعاز مقصود لفعل ذلك وأن ترجمة هذا كله هي ! ان هنالك إعترافا سعوديا غير مباشرا بمطلب الجنوبيين وما عبر عنه ايضا الهدف السياسي المعلن للمجلس الانتقالي والمتمثل بإستعادة الدولة ،خاصة اذا ما علمنا ان تغطية ذلك الحدث إعلاميا فقات حينها 70 قناة عربية وعالمية حسب المصادر السعودية نفسها ..

ـ ومع ذلك ! باعتقادي ان الرد السعودي الاكثر وجعا لمحاولي إجهاض إتفاق الرياض هو زيارة نائب وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان لسلطنة عمان والحديث عن إمكانية إيجاد حل سياسي دائم مع الحوثيين، تلعب عمان وبريطانيا دورا في نجاحه ..

وهو الامر الذي يؤكد الرغبة الشديدة لدى المملكة بإنجاح إتفاق الرياض ولو اقتضى الامر هنا استخدام القوة ضد معرقليه،
ذلك ربما لإعتقاد المملكة ان نفاذ بنود هذا الإتفاق سيعد بمثابة الارضية الصلبة والمتبقية التي سينطلق منها مشروع الحل الشامل لملف الازمة اليمنية وإنهاء الحرب التي يبدو بالفعل أن أستمرارها بات يؤرق كثيرا قادة التحالف وتحديدا السعودية ..

وأمام كل هذه المعطيات والمستجدات المتلاحقة اليوم فإنه يمكننا الجزم هنا !
بان معظم تلكم الفبركات والنعرات وما صاحبها من هالة إعلامية موجهة سوف لن تعد كونها مكابرة جوفاء وإصرارا أجوف من قبل تجار الحروب وناهبي الاوطان في عدم إعترافهم بالهزيمة والفشل والتسليم بان الوقت قد حان لطي صفحتهم للابد والبدء بصفحة جنوبية خالصة عنوانها التعايش والتنمية والعدال

# لكن قطعا قبل كل ذلك سيترتب على الجنوبيين اليوم ان يتعاملوا بنضج سياسي ووعي كامل مع كل يدور حولهم ..ما لم فستكون قد صدقت فيهم مقولة القائل :
( المرعى أخضر لكن العنز مريضة) ..

 

مقالات الكاتب