مارب حوثية والخطر يحوم حول الجنوب

 

يتفاعل الكثير من النشطاء في الجنوب مع أخبار قرب سيطرة الحوثيين على محافظة مارب بمعزل عن مدى تأثير ذلك على المحافظات الجنوبية وفي مقدمها العاصمة الجنوبية عدن.

 

فالتقدم الحوثي المزعوم ليس إلا جزءً من مخطط بين الطرفين (الإخوان والحوثيين) لتقاسم المنطقة، حيث يتوجه الحوثي لإحكام قبضته على كل المحافظات الشمالية، فيما يتوسع الإخوان جنوباً باتجاه عدن، وإقصاء الانتقالي من المشهد السياسي بشكل كلي.

 

ولولا وجود التحالف، لتمت الصفقة بين الطرفين في العلن، إلا أن تدخل الأشقاء أجبر المعتدين على إخراج مسرحية هزلية تنتهي بتسليم مارب وغيرها للحوثيين بدون قتال فعلي، وحتى يتسنى لحزب الإصلاح تبرير تواجده في الجنوب بحجة الفرار من تقدم شركاءه الشماليين.

 

المخطط ليس وليد اللحظة، فقد بدأ تنفيذه قبل عام تقريباً عندما أقدم الحوثيون على فتح جبهة لاستنزاف القوات الجنوبية في الضالع، وهدفت إلى تصفية أكبر عدد ممكن من القيادات والأفراد بدعم وتواطؤ قوات الشرعية المتواجدة هناك.

 

وتضمن المخطط تصفية قيادات الانتقالي البارزة حتى في عدن، وكان أبرز ضحايا ذلك التعاون الإجرامي الشهيد أبواليمامة، ومعه خيرة شباب الجنوب في شهر أغسطس الماضي.

 

وبتقدم المعارك باتجاه مارب علينا الحذر على المحافظات الجنوبية، والحشد باتجاه أبين وشبوة لعرقلة زحوفات الإخوان هناك، ومنعهم من إعادة مخطط 94 الإجرامي، فالتاريخ اليوم حساس ويحمل معه مستقبل السنوات وربما العقود القادمة.

 

فليس هناك صدفة في عالم الجماعات المتطرفة، وكل ما نشهده سبق وأن تم التخطيط له بين إيران وتركيا قبل سنوات، وستتحقق كل مخططاتهم على الأرض إن لم تجد من يعترضها.

 

وفي كل الأحوال لا ينبغي السماح بتواجد الإخوان في الجنوب بحجة احتلال الحوثي للشمال، فإذا كان الشمال حوثياً فإن هاذ لا يعطي الحق للحوثي أو للإخوان باحتلال الجنوب، فأرضنا ليست للبيع أو المساومة وليست حاضنة للإخوان أو الحوثيين على حد سواء.

 

 

مقالات الكاتب