هل روضت اليمن كورونا الجامح؟

ان الفيروس التاجي (كورونا) المستجد او ما يطلق عليه اسم كوفيد 19 COVID, بات من أكبر المخاطر التي تهدد جميع دول العالم، وسط تزايد حالات الإصابات والوفيات في دول عدّة حول العالم, وكما كنا نتمنى ان يبقى اليمن الحبيب خاليا من ذلك الفيروس المرعب, حيث كنا قبلها نطالع التقارير باخر الاحصائيات حول العالم ونشعر بالسعادة عندما نرى اليمن صفر وباللون الاخضر وقد عرفنا حينها بان للصفر قيمة وكما قال الشاعر على لسان ذلك الطالب الكسول (خذ الصفر ولا تبالي فان الصفر من شيم الرجالي!).

وقد صدمنا عندما تناقلت وسائل الاعلام تصريحات لبعض المسؤولين حول وجود حالة اصابة مؤكدة بفيروس كورونا في اليمن وتحديدا في محافظة حضرموت, مع العلم ان الامور لن تكون سهلا وستصبح اكثر تعقيدا وخصوصا في ظل الوضع الحال الذي تعيشه اليمن, فحتى في الوضع الاعتيادي نسبيا كانت تحدث وفيات لأعداد كبيره من المرضى بسبب شحة الامكانيات, وكان معظم المرضى يتم تحوليهم للعلاج في الخارج , فما بالكم في زمن الكورونا الذي ركع دول عظمى, بالإضافة الى توقف مطارات العالم وما عاد السفر ممكنا, ومن هي الدولة التي ستقبل ان يصدر لها مرض الكورونا بعد اليوم؟.

ومن حسن الحظ ان تلك الحالة التي اعلن عنها قد دخلت عبر محافظة حضرموت فهي محافظة العلم والعلماء واننا على ثقة من مقدرة الكوادر الصحية المؤهلة للسيطرة على فيروس كورونا وخصوصا بان اهلها هم اكثر الناس التزاما عن بقية المحافظات.

واننا نحمد الله تعالى على مرور اسبوع ولم تسجل حالات اخرى وهذا بالخبر السار, ولكن هناك شواهد لابد من التطرق لها, حيث ان فيروس كورونا معدي جدا وما يحدث في العالم يجعلنا نفكر مليا بالموضوع فهذا الفيروس اصبح يتقن جميع اللغات ولا يجيد المزاح, فقد اخترق اكثر الاماكن تحصينا ووصل قصور الملوك ويمكن ان ينتقل بمجرد الحديث مع شخص مصاب حتى وان لم تظهر عليه العلامات والاعراض, وان ما يدعوا للدهشة هو عدم وجود اصابات او وجود حالات ايجابية للذين خالطوا الشخص المصاب, وهذا يمكن ان يفسر بعدة تفسيرات, اولا ان هناك خطا في التشخيص للفيروس, والثاني ان الفيروس ربما تعرض الى طفرات ادت الى اضعافه واصبح غير قادر على التكاثر بشكل كبير وهو ما حد من انتقاله, والتفسير الثالث وهو هزلي ومضحك بما يعني ان الفيروس تعرض لدورا البحر وخصوصا بعد المسافة التي قطعها في عرض البحر من البؤرة في اوهان الصينة الى ان وصل ميناء حضرموت مما تسبب في ارهاق الفيروس.

ويبقى السؤال الاهم هل فعلا اليمن استطاعت في ايام قلائل ما عجزت عنه الدول الاكثر تطورا وتكنولوجيا وروضت كورونا الجامح؟, هذا ما سنعرفه في الايام القادمة بأذن الله. فآيا كان وجود حاله من عدمها فنتمنى من الجميع ان يتركوا الخلافات جانبا وان يستنفروا للعمل كفريق واحد لمكافحة تفشي الفيروس.... ونسال الله تعالى ان تستمر النتيجة صفر حتى ينتهي هذا الكابوس الذي جثم على صدر هذا الكوكب الذي نعيش فيه واصبح يهدد حياة كل انسان على وجه البسيطة!.

 

باحث في الاحياء الدقيقة الجزيئية والتشخيصية -معهد البحوث الطبية –جامعة الاسكندرية

مقالات الكاتب