ردفان تواجه كورونا بأفواه عارية

 
أُشِيع في ردفان عن تسجيل حالتي إصابة بفيروس كورونا وبين الهرج والمرج تضاربت الأنباء حول صحة تلك الإصابات، إلى يوم أمس يؤكد مصدر مسؤول صحة إصابة الحالتين في مدينة الحبيلين، المصدر هو عضو في رئاسة المجلس الإنتقالي لردفان، وذلك في منشور له في حسابه على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك .
 
 
 
قوات الحزام الأمني أعلنت حالة الطوارئ وحظر التجوال الجزئي في مدينة الحبيلين، وتم منع دخول القات الى السوق واضطر بائعي القات الى البقاء خلف النقطة التي تقع في مدخل الحبيلين الشمالي والى هناك توافد الموالعة .
 
 
 
الحظر بالنسبة للمحلات التجارية هو من الساعة العاشرة مساء، ويتم تطبيقه بالقوة على محلات بيع الملابس والمحلات التي يحصل فيها الإزدحام، لكن  محلات الجملة للمواد الغذائية والإستهلاكية ومواد البناء ومحلات الصرافة بالإضافة الى المطاعم الكبيرة والصغيرة لا يشملها الحظر وتستمر فاتحة ابوابها .
 
 
 
بالنسبة لمديرية حبيل جبر التي اسكن فيها فلا سلطة محلية حركت ساكناً ولا يوجد من ينهى عن منكر أو يأمر بمعروف، ولا حتى المواطنين نهوا أنفسهم واحترزوا من الكارثة التي ستفتك بهم، فالناس مستمرين وكالعادة متجمعين في السوق بشكل مزدحم جدا وهي المديرية التي يُضرب بها المثل بالازدحام في سوقها .
 
 
 
مديرية حبيل جبر تفتقر الى جهاز  فحص للأمراض العادية، كالملاريا والإلتهابات فكيف ستواجه خطراً كفيروس كورونا الذي انهارت في مواجهته أقوى الأنظمة الصحية في العالم، إذ أن السلطة المحلية غائبة في هذه المديرية لأكثر من عقد من الزمن والمواطنين يفتقدوها .
 
 
 
عموماً ردفان في حالة صحية مزرية فلم نرى أي تحرك جدي لمواجهة كورونا، لا من المواطنين ولا من السلطة المحلية ولا من المجلس الإنتقالي، سوى اننا سمعنا عن تجهيز محجر صحي لعلاج الحالات المصابة بالفيروس في المعهد التقني في الحبيلين والذي وجب علينا ان نشكر كل من ساهم في إنشاء هذا المحجر الذي سيعالج الحالات المصابة بالفيروس، لكن كان ينبقي ان يتم العمل في ايجاد مستلزمات وقائية واحترازية كي لا تصل الحالات بشكل مزدحم الى المحجر (المعهد) والتي قد لا يتسعها اذا قدر الله .
 
 
 
مساء أمس بعد متابعتي للوضع وقرائتي لخبر تسجيل حالتين في الحبيلين، كنت في عمل مهم، مما اضطرني للذهاب الى الحبيلين لشراء اشياء والعودة، وقبل ذهابي فكرت بأخذ الإحتياطات الوقائية، فقررت شراء كمامات وقفازات ومعقم لان الحبيلين تعتبر مدينة موبوءة طالما وقد ثبت إصابة حالتين بينها حالة وفاة.
 
 
 
خرجت الى حبيل جبر التي تتواجد فيها حوالي 6 صيدليات، وجمعيها لم أجد فيها كمامات، عدا عند صاحب اخر صيدلية ، وجدت  عدد - 2 كمامات - فقط لا غير، اشتريتها منه بـ 1200 ريال، وله الف الف شكر وجزاه الله الف خير .
 
 
 
انطلقت الى مدينة الحبيلين التي توقعت ان أجد فيها الكمامات والمعقمات متوفرة، فعند دخولي اول صيدلية في المدينة وانا لابس الكمامة يباشرني صاحب الصيدلية تبيع الكمامة !؟ فقلت له : كيف وانا نزلت من حبيل جبر  اشتري كمامات ! فأخبرني بأنه لاتوجد اي كمامات في الحبيلين، وفعلا لم نجدها، فما على ابناء ردفان الا مواجهة فيروس كورونا بافواه عارية، كيف لا .. وهم من واجهوا الطغاة والمحتلين بصدور عارية .. ثم حملوا السلاح وضحوا بالغالي والنفيس، وهذه المواجهة وبهذه الطريقة قد تكون ضريبة مواقف الصدور العارية والمواقف الوطنية التي أنستهم ان يولوا عليهم خيارهم لا فاسديهم .
 
 
 
نسأل من الله السلامة للجميع

مقالات الكاتب