اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
الاختلاف بالرأي أو بالمواقف والتي قد تصل إلى الاقتتال بين الأشقاء تعتبر ظاهرة طبيعية من ظواهر هذا الكون ، وما قصة هابيل وقابيل بالقران الكريم إلا عبرة لنا ولغيرنا ، لم يتفق أو يجتمع البشر بغالبيتهم مع الانبياء والرسل والصالحين إلا قلة قليلة منهم ، القفز على الواقع والركض خلف الوهم دائما ما تكون عواقبه وخيمة ومدمرة .
الحرب في شقرة هي جنوبية جنوبية ، بين من يبحث عن وطن بغض النظر عن بعض التجاوزات ، وبين فريق إرتزاقي حاقد وجاحد يلبس ثوب الشرعية المهترئة ليوهم نفسه والآخرين بمشروعية حمل السلاح ضد شعبه وأرضه .
لن تتواجد أي قوات شمالية في بعض الأراضي الجنوبية لولا الحاضنة الجنوبية التي وفرت لها تلك البيئة الخصبة لتواجدهم بين ظهرانينا ، سذاجة بعض من كبرائنا وهفواتهم الكارثية من أوصلتنا إلى هذا الوضع المتردي المزري المأساوي الذي مزق جزء من النسيج الاجتماعي في بعض من أبين وشبوة والمهرة وسقطرى .
بشتى الوسائل و الطرق يريد الرئيس هادي الذي وجه بقتالنا أن تكون الحرب جنوبية جنوبية للقضاء على القضية الجنوبية بإسم أن الانتقالي لا يمثل كل الجنوب ، إلى البسوس الميسري والجبواني ، إلى عتيق شبوة ولعكب بيحان وصبيحي مودية وغيرهم من الجنوبيين المارقين عن الإجماع الجنوبي ، إلى أمراض الإعلام المزمنة بثوب المناطقية ، ستفشلون وسيكتب عنكم التأريخ بأنكم عبارة عن طابور خامس يخدم الأعداء فقط لا غير ، كل أولئك يتفاخرون بجنوبيتهم لضرب الجنوب وشعبه وقادته من أجل أسيادهم الجدد من آل بيت باب اليمن .
البعض من كبرائنا لم ولن يكونوا رجال دولة بسبب ترددهم وضعفهم الواضح الفاضح بإصدار قرارات مصيرية بأوقات عصيبة وحساسة جدا ، وأدى ذلك إلى تعاظم نفوذ الطابور الخامس ، إعادة بناء الدولة الجنوبية يحتاج لإرادة صلبة وإدارة شجاعة وحكيمة لا تحركها العواطف والمشاعر ولا تلتفت للوراء ، أما الإرادة المهزوزة والضعيفة ، فهي تنتج إدارة رخوة تكون سببا رئيسيا بضياع الأوطان والشعوب .
بن معيلي مع مجاميعه القليلة كان تواجده بشقرة لهدف دنبوعي وشمالي وسعودي ، معيلي بالنسبة لهم يمثل رمزا للوحدة اليمنية والجيش الوطني فقط لا غير ، هي حرب جنوبية جنوبية حتى اللحظة ، ولا يجب أن ننكر أن هناك جنوبيون أشد بلاء وفتكا من الشماليين أنفسهم ، وبالتالي لا تصالح ولا تسامح مع تلك الفئات المارقة التي لن يرى الجنوب و الجنوبيين الأمن والاستقرار والتنمية في ظل تواجدهم بيننا ، ولا أقصد هنا بضعاف النفوس من المغرر بهم من الجنود ، بل بمن يتزعمون تلك المجاميع ويحيكون المؤامرات والدسائس ليلا ونهارا .
ومع إشتداد المعارك في شقرة بين فرقاء اليوم وترجيح إنتصار قوات المجلس الانتقالي ، سيتم الزج بقوات شمالية إضافية في قادم الأيام لكي لا تنهار قوات الشرعية وتهزم هزيمة ساحقة قد تنهيها إلى الأبد ، هي معركة تقرير المصير والبقاء بالنسبة للقوات المسلحة الجنوبية ، فسقوط عدن هو سقوط الجنوب ومشروعه الوطني ، ولهذا سيزج الانتقالي بكل ما يملك من قوات وعتاد من أجل السيطرة على أبين والانقضاض على شبوة لاحقا ، دخول القوات الشمالية في خط معركة شقرة سيوحد الصف الجنوبي في مواجهة التحديات والمؤامرات التي يحيكها رئيس الشؤم والدسائس ، وسيضعف حاضنة القوات الشمالية .
في الشمال الحرب شمالية شمالية بإمتياز رغم تواجد القوات الجنوبية المناصرة ، ولم تشكل تلك المواجهات الشمالية شمالية الدموية أي فوبيا مناطقية أو مزقت النسيج الاجتماعي الممزق منذ عقود من الزمن ، يجب الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بوحدة الصف الجنوبي حتى لو كانوا أقرب الناس إلينا .
هناك في أبين وشبوة والمهرة وسقطرى وحضرموت ولحج والضالع ويافع وعدن الصالح والطالح ، وإذا كنا ننشد دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية علينا التخلص من أولئك السرطان الخبيث لكي نحافظ على بقية أجزاء الجسد ، لا مكان بيننا للمفسدين والانتهازيين ونافخي كير المناطقية والشللية العفنة .