في ليلة سقوط غرناطة،أي في ليلة عودة جزيرة سقطرى لأبنائها وأهلها،تعاطفت كثيراً،وانتابتني جملة من مشاعر الشفقة
والرحمة عندماشاهدت مذيعة قناةنافخ الكير( الجزيرة) الآنسة غادة العويس،وهي تضع خدها الأيمن على راحتها،في مشهدٍمؤلمٍ يمثل وقوعها في أشد لحظات الحسرة والإنكسار،حيث ارتسمت على قسماتها علامات الأسى والحزن العميق واضحةً،وترقرقت في عينيهادمعات حبستها في المحاجر حياءً،وخنقت العبرات والحشرجات صوتها المتهدٌج حتى أنهاكادت تشق نطاق ثوبها وتلطم خدٌها،ويتعالى صوتها بالنشيج والنحيب على عودت غرناطة جزيرة ( سقطرى) لفلاحها والبتول !!.
عجباه،أين هي تلك المشاعر الإنسانية الحانية،عندما تعرٌض الجنوب والجنوبيون للإجتياح البربري والقتل والتدمير والسلب والنهب والتشريد والتنكيل ومختلف أشكال القهر والتعسٌف والإضطهاد ومصادرة الحقوق وقطع الأرزاق ؟!!
ولماذا اسبلت قناة النفاق ( الجزيرة) أجفانها،والتزمت الصمت المطبق ولم تنبس ببنت شفة،أو تحرك ساكناً حول ما تعرٌض له الجنوبيون من ظلم وجور تتار الشمال ؟!! أم أنها اعتبرت كل تلك الأحداث الجسيمة،مجرد فقاقيع بسيطة غير جديرة بالتناول،ولاترقى بأن تكون موضوعاً للنقاش تذرف عليه الآنسة غادة العويس دموع الرحمة والألم !!.
لقد سقطت قناة الجزيرة في الحضيض،ولم تعد تحظى بتقدير واحترام واهتمام المشاهد العربي،كونها قد ابتعدت- كثيراً- عن منهج مهامها الاعلامي النزيه
وجانبت مبدا الالتزام بالحياد في الطرح والتناول للقضايا والأحداث الحاصلة في الساحة العربية،واتبعت أسلوب التعصب الأعمى الذي أضر بسمعتها.مع الأسف،وجعلها تظهر بمظهر الضرة العاقر المناقر المقامر !!.
وطالما أن قناة الجزيرة قد وصلت إلى هذا المنحدر الأخلاقي المزري،فإننا نقرح على القائمين عليهاباستحداث فقرةَ ( قلبي دود وعقارب سود) إلى جانب ماوراءالخبر،لتستضيف من خلالها قناة نافخ الكير الطرشان والمخاجيج والمراجيج ،ويكفيها منهم النباح والعواء والضجيج، أما مسألة الجنوب فأمره محسوم وعلى الآنسة بنت العويس تجهيز مناديل ورقية تكفكف بها دموعها فلقد اقترب بإذن الله تعالى وقت عودة شبوة وحضرموت والمهرة إلى أحضان الجنوب ،وبعودتهن يكون الفردوس المفقود قد عاد إلى مالكه الشرعي شعب الجنوب العربي الأبي ، ويانافخ الكير لن تعيقنا نفختكم عن استعادة تربتنا وكرامتنا مادام وحامل المسك (....) يقبض بدفة السكان إلى حيث الأمان.