سياسة تركيع الأعناق بالتجويع وقطع الأرزاق

 
إن أشد ما يؤلم الشعور،وأنكى ما يوجع الضمير،هو أن يجدالإنسان نفسه مهاناً مذلولاً،مصادر الحرية مسلوب الحقوق،مداس الكرامة خاصةًوهويعيش في وطنه الذي قضى فيه جل عمره في خدمته والذود عنه،يبنيه ويحمي حماه بل وإن الأشد قهراً من كل ذلك أن يُتعسٌف هذا الإنسان بقطع راتبه الشهري،الذي هو،في الواقع مصدر دخله الوحيد،وآخر مكسب له من ثروات وأموال وطنه المستباحة،التي تذهب،بارد مبرٌد إلى جيوب المردة،وجنجويد النصب والصرقة والإحتيال ويأكل خيراتها،بلاحياء ولاخجل الحنشان والدفن المختبئون خلف شجرة الغردق ( الشرعية) التي وفٌرت لهم غطاء السٌلب والنٌهب،ومنحتهم ساتر العبث بمقدرات الجنوب لمصالحهم الشخصيٌة دون وجه حق،بينما أهله وأصحابه يتضورون جوعاً وملقاً،يتوسلون ويتذللون في الحصول على حقوقهم فلا يجدوها وهم خير من نبت في تراب الجنوب !! .
 
 
يحز في النفس بليغ الأثر ونحن نرى قداماءالجيش الجنوبي والأمن،وقد دفعت بهم الحاجٌة والفاقة إلى عملية نصب خيام الإعتصام أمام مقر التحالف،على الرغم من حرارة الصيف القائض التي تقلي أجسامهم وتلفح وجوههم بداخلها،لكنهم يتحملون تلك المعاناةفيها،بصبر الراهب،من أجل الحصول على رواتبهم المقطوعة منذ شهور،والتي من المفروض أن تصل إلى أيديهم شهرياً،بطريقة ميسٌرة،كون بعضهم في هذه المرحلة من العمر،يكون قد تعرٌض للإصابة بأمراض الضغط والسكر،فيكون بذلك غير قادر على تعب الذهاب والإياب،وتحمٌل مشاق الصبر والإنتضار والتسويف .
 
 
 
إن سياسة تنكيس الجباه وتركيع الأعناق بالتجويع وقطع الأرزاق أسلوب دني وحقير،ومنهج خسيس وخطير،لم يعد مقبولاً البتة ولا ينبغي السكوت عليه مطلقاً،بل ويتوجب مقاومته من خلال اصطفاف شامل لكل جياع الجنوب،والقيام بثورة شعبية عارمة،يسلم فيها من سلم ويهلك فيها من هلك،فما عاد في الصدور من صبرٍ فقد نفذ،وما عاد في النواصي من كرامةٍ  فقد مرٌغت وماعاد لهذا الفقر المعيشي من قبول،وما عاد لأسلوب القهر والتعسٌف والبؤس أن يطول فالمواجهة ولا شيئاًغير المواجهة تسترد بها الحقوق المسلوبة والمنهوبة،فليشهر كل مظلومٍ سيفه الباتر فالجوع كافر كافر .

مقالات الكاتب