شرعية الإخوان تسقط بسقوط آخر معاقلها في الشمال

 

حتى عند تواجدها في عدن، كانت الشرعية تضع كل ثقلها في محافظة مارب، حيث تضع كل ثقلها السياسي والعسكري، وتجمه من هناك إيرادات المناطق الجنوبية المحتلة.

 

ومن مارب أيضاً، زحفت جحاف الإخوان لتحتل الجنوب في أغسطس 2019، وسيطرت بميلشياتها الإجرامية على محافظي شبوة وأبين، ومارست بحق الأهالي هناك، أبشع أنواع القمع والإرهاب.

 

ذهب الجنوبيون بعدها للحل السلمي، ووقعوا اتفاق الرياض أملاً في عدالة المشروع العربي بقيادة المملكة، وإلى اليوم، لم يتحقق على الأرض أي من بنود تلك المعاهدة، ونجح الإخوان في تسخيره لصالحهم، منفذين فقط ما يخصهم وفي صالحهم، وتجاهلوا ما عليهم من التزامات بموجبه.

 

 لم يمر عام على كارثة احتلال الإخوان لشبوة، حتى نتفاجأ بمليشيات أخرى، أكثر بطشاً وتعنتاً تطرق أبواب مارب، في وقت كانت ميليشيات الأخيرة تعتدي وتنهب سكان المحافظات الجنوبية المحتلة.

 

وكأن العدالة الإلهية تأبى أن يبقى ظلم الإخوان للجنوب دون أن تنتقم لهم ممن ظلمهم، وفي فترة وجيزة، وها نحن اليوم نرى الظالمين وقد تعرضوا لظلم من أعتى وأمر.

 

ولأن الإخوان لا يتعظون من الدروس، فهاهم يصرون اليوم على البقاء في ظلمهم للجنوبيين، ويصرون على تعزيز احتلالهم للمحافظات الجنوبي، ونسوا أن صمت ذلك الشعب المغدور لن يطول، وأن ثأر الشهداء يتأهب للانقضاض على قاتليهم، ولو بعد حين.

 

وما تلقاه الإخوان من هزائم في مارب، لن تكون شيئاً بالموازاة مع ما سيتلقونه من أهل شبوة وأبين وحضرموت، لأن دافعهم هو تحرير أرضهم من واقع مظلم جثم على صدورهم لسنوات.

 

ومن ترفضه أرضه في الشمال، فلن تستقبله أرض غيرها في الجنوب، وما سقوط مارب اليوم، إلا مقدمة لزوال الإخوان من على وجه البسيطة، وربما إلى الأبد.

مقالات الكاتب