سياسة التجويع والتركيع التي تمارس على الجنوبيين من قبل الشرعية ومن يقف خلفها،باتت واضحةً وضوح الشمس في رابعة النهار،ولم تعد خافية على أحد في عموم الجنوب فقدطالت منهم الكل؛ السياسي والمثقف الجاهل والمتعلٌم،اللعيب والأديب السٌليم والمعاق،الذٌكر والأنثى الأصم والأبكم،ولم يسلم من الشعور بمرارتهاوالألم حتى أجنٌة الأرحام،وأطفال الأنابيب،ومن رفع المهيمن الجبٌار عنهم القلم !!
لقد بلغت أشكال القهر والتعسٌف والإذلال بحقهم مداها،وتجاوزت كل الحدودالمتوقٌعة؛ حرمان،فقر تجهيل،بطالة،تدمير نفسي معنوي متعمٌد،ويترافق مع ذلك غلاءفي الأسعار،وتدهور حاد في صحة الريال اليمني المحرر !!.
وكل تلك العوامل مجتمة،لم يعد في مقدور المواطن الجنوبي المطحون تحمٌلها وتجاهلهاوغض الطرف عنها والسكوت عليها،فقد أدٌى ضررها إلى إسكات نبضات القلوب،وتفجير شعيرات المخيخ وحبس النٌسم في الصدور لا من شهيق ولا من زفير،وبالتالي فأمر السكوت عنها عار وانتحار .
لا يعقل أن يطبق على الجنوبيين جزاء ( سينٌمار)،وهم من قدٌموا تضحيات جسيمة،وبذلوا الغالي والرٌخيص؛ أرواح طاهرة ودماء زكيٌة لشهداء أبراروجرحاءأخيار وكان لهم الفضل في تحرير معظم المناطق التي تتشدٌق،زوراً، بتحريرهاالشرعيٌة المنفية ومن يقف خلفها،وهذا الأمر غيرمقبولاً، منطقيٌاًوأخلاقيٌاً وإنسانياً ،فما يتعرٌض له الجنوبيون في حد ذاته هو عقاب ماكر وعذاب جائر بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .
فاضت روح الشريف العقيدطيٌار عبدالعزيز الصبيحي،غبناً وقهراً وكمداً،بعد أن قضى أياماً وليالٍ في مخيٌم الاعتصام،يمد كف الضراعة،متوسلاً في الحصول على راتبه المصدر الوحيد لدخل أسرته وقوت العيال،وربما يتبعه آخرون في الرٌحيل الأليم وبنفس الطريقة،فالجنوبيون في الأصل لم يألفوا حياة التسوٌل والتوسٌل والخنوع،ولم يتعوٌدوا في بلوغ مقاصدهم والأرب على تنكيس الجباه وتقبيل الرٌكب،يعيشون أحراراً ويموتون شرفاءً،فمهما تلذذ حكٌام الحاضر ومن يتستٌر بهم بتعذيبهم وإذلالهم،فسوف يواصلون مشوار الموت جوعاً لا ركوعاً،وليعلم الجميع أن الجنوبي لن ينصاع،أبداً في ارضه،لحكم طاغيةٍ أو جبٌارٍ .