لقد سُرقت الأوطان وسُرقت معها عذوبة مشاعرنا

بينما انا مار في احد الطرقات استوقفني منظر وقفت حينها لحظات مع نفسي متعجباً لِما قد اوصلتنا إليه تلك الغبراء التي لا تُبقي ولا تذر ، إلى أي حال وصلنا إليه وهل كنا نتمنى أو نتخيل أن نصل إلى هذه المرحلة من القسوة.

 

تلك الغبراء لقد سلبت كل جميلاٍ فينا فلم يعد إلا ما دون ذلك ، لقد احتلت اوساط آمالنا وتخلخلت وزرعت عقائدها في صدور اطفالنا وأستقلت ضعفنا فبسطت على سماء احلامنا فلم يعد لأحدنا حلم إلا حطمته واهلكته ، ورسمت على وجوهنا تجاعيد الشيخوخة فلم نعد قادرين على الوقوف امامها بل والأشد الم انها سرقت منا أجمل ما نملكه وهي أبتسامة اطفالنا وبرائتهم وإن مما يدمي القلب أن نرى بنات لا تتجاوز الاكبر منهن الخامسة وهن في حالٍ تربوي يُرثى له ، لقد نظرت إليهن وقد تقسمنَ إلى ثلاث فِرق وكل واحدة تحمل عصاها بيدها ثم تهتف الاولى لثانية والثالثة بأن ثورة ثورة يا جنوب ثم تقاطعها الثانية قائلة بل وحدة حدة حتى الموت وما أن اكملت الثانية حتى تقاطعها الثالثة وتقول الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل!.

 

لقد سُرقت الأوطان وسُرقت معها عذوبة مشاعرنا ، إنها الغبراء يا سادة إنها الحرب التي عاثت في الارض بل القلوب فساداً ، كيف لا ونحن نشاهدها تلتهم كل من يقف امامها ، كيف لا ونحن نشاهد اطفالنا اشد فتنة بها ، نشاهدهم وهم ينظرون إليها وقد تزينت لهم بكل زينة ومفاتن ولا تكاد تُخفى على أصغرهم كيف بأكبرهم!. 

 

وعجباً والله لمن يتغزلون في مساوئها ويعيشون على اوهامها ، المغترون بها وبما جات به ، واللعنة ثم اللعنة على تجارها ومموليها ومصدريها والنافخين حطب نيرانها ، اللعنة على أولئك المنتهكين لإبتسامة اطفالنا وسالبين أمان امهاتنا وابائنا واللعنة على مستبيحي دماء ابنائنا بغير حول ولا قوة.