في ليلة من ليالي الشتاء.. غرقت عدن في ظلاماً دامساً

امتدت ساعات إنطفاء الكهرباء إلى اكثر من 10 ساعات

وكعادة اهل المدينة الطيبين.. سرعان ما أخذ بعضهم يطلق الأحاديث بروح مرحة وهو يتواجد مع أصدقائه من أبناء الجيران والحي السكني الشعبي وتحت عمود النور المنطفئ هو الاخر كانت الضحكات والقهقهات تسمع وتخفف عن كل اهل الحي معاناتهم من إنقطاع الكهرباء ومع طول فترة الانقطاع بدأو يتبادلون الحديث بكثير من الجدية ويبحثون عن الاخبار وعن الأسباب... وهنا أجمعوا كلهم أن هناك من يمارس ضدهم سياسة العقاب الجماعي...

اشاروا باصابعهم متهمين الحكومة المتواجدة منذ سنوات في فنادق الشقيقة السعودية هناك حيث تحاك المؤامرات ضد عدن و أبنائها وأهلها الطيبين.

 

اخذ الجميع يضع على ارجله الكشائد والبعض يحاول ان يغطي رأسه واذنيه ليس من شدة البرد فالبرد في عدن ليس قارساً وإنما من لسعات البعوض المنتشر بأعداد كبيرة... انتهت الاحاديث المرحة والجادة التي تداولها أبناء الحي عند قارعة الطريق في حيهم السكني والكهرباء لازالت منقطعة فأخرج أحدهم من بيته لعبة الورق "ONO" واخر راح يبحث عن قطع من الكرتون وثالث اخرج سراجاً صغيراً مشحون بالكهرباء وبدأوا جميعاً يلعبون الورق وكلاً يضيئ بجواله للرؤية،

ازداد عدد المتجمعين بعد أن اغلق مقهى "الانتر نت" في الجوار مع نفاذ ما لديه من وقود لماطوره... بدأ الهدوء يخيم مع مرور الوقت وبدأ الشباب الذين يلعبون الورق يحرصون على خفض أصواتهم بعد أن نام الاهالي واطفالهم في الظلام وتحت لسعات البعوض، وهنا عاد التيار الكهربائي بعد 10 ساعات من الإنطفاء وانصرف الجميع كلاً إلى بيته يكيلون السباب واللعنات لحكومة تعاقب شعبها حكومة فاشلة متآمرة خبيثة ادمنت حياكة الدسائس والمؤامرات من فنادق النجوم الخمسة في الرياض.

 

مقالات الكاتب