عودة العلاقات بين المملكة وقطر ،ماهي انعكاساتها على الجنوب وقضيّته ؟

 
السياسة لاتحكمها قوانين معينة، ولا تخضع لنواميس أو قواعدفي حد ذاتها،فهي تتغير دائماً كالمناخ فالعدو فيها يمكن أن يصبح-بين عشيّة وضحاها-صديقاًمقرّباً،وكذا العكس فالصديق المقرب يمكن أن يتحول إلى ألد الخصوم في خلال غمضة عين،كونهامحكومة بالمصالح والمنافع وهذا ديدنها .
 
والحاذق الحصيف هوالذي يظل مواكباً للأحداث،متابعاً للمتغيرات وكل ما يجري من حوله ،يراقب- بعيون الصقر-كل شاردة وواردة فيها،يحلل أدق تفاصيلهاويمحص حركاتها وسكناتها،ومن ثم ينظر في محصلة نتائجها ،إن كانت سوف تصب في صالحه يسعى لتعزيزها وإن كانت ستعود عليه بالمخاطر، فليستعد ويتأهب لمواجهة ذلك الخطر بالوسائل والسبل الممكنة.
 
ذوبان الجليد وعودة العلاقات بين الجارتين المملكة وقطر،فرضتها الظروف الذاتية والموضوعية والمتغيرات الإقليمية والدولية، وما هو حاصل في المنطقة من بؤر مشتعلة تهدد الجميع بدون استثناء،وتأتي الزيارة التي قام بها-مؤخراً- وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان لقطر تتويجاً لذلك التقارب الفعلي في العلاقة بين الرياض والدوحة،والتي-بكل تأكيد-لها ما بعدها،خصوصاً وإن قطر لها علاقات وطيدة بإيران وتركيا،إلى جانب أنها ممسكة- نوعاًما- بالحبل السرّي للتوأمين إخوان وأنصار اليمن وهذا له دور مؤثرفي إذابة كرةالثلج بينهما.
 
نحن - في الحقيقة- ندعم ونبارك عودة المياة إلى مجاريها ،وتنقية الأجواء بين الجارين الخليجيين، لكننا في نفس الوقت لانخفي أنّه  
ينتابنانوع من التحسس والخوف السياسي،وهو شعورمشروع نظراً لما تكنه قطرمن عداوةوحقدعلى الجنوب وقضيّته المصيريّة،وهذا الشعور سيظل مرافق لنا إلى أن تجليه المراحل اللاحقة ،وينبغي على جهابذة السياسةفي الجنوب أخذ الحيطة والحذر،ومراقبةتغير المناخ السياسي الحاصل حولهم.

مقالات الكاتب