رأي لا بد منه.. المشكلة (هنا) والحل هناك

لست عضواً في المجلس الانتقالي الجنوبي، ولا ادافع عنه، فلديه إعلامه الرسمي، لكن انا سأتحدث من وجهة نظري التي ليس لأحد سلطة عليها، للتنويه.

 

أين المشكلة تابع إلى النهاية..

- في الـ21 من فبراير 2015م، وصل هادي إلى عدن خلسة وهربا من الحوثيين، ذهب نحو مئات من قيادات وكوادر الجيش الجنوبي، وقالوا له نحن "جنود ويدك التي تبطش بها"، ادار ظهره لهم، وكرر الفرار مرة أخرى.

- تجمع هؤلاء الضباط وشكل المقاومة الجنوبية التي كانت تتسول ان يفتح هادي لها مخازن السلاح وان يسلحها لمواجهة الحوثي.

- ذهب ضباط الجيش الجنوبي ونفضوا الغبار عن بزاتهم العسكرية، والتحموا بالمقاومة كقادة وفنيين في اصلاح الدبابات والأسلحة، وساهموا في تحرير عدن ولحج وباب المندب وصولا إلى الحديدة.

- لم يسألوا هادي عن ثلاثة مليار دولار جمعها من بعض الدول المناحة باسم صندوق معالجة قضايا الجنوبيين المسرحين قسراً.

- قادة الجيش الجنوبي وبعضهم "زاملوا هادي في بداية مشواره العسكري)، قاتلوا قتال الابطال، هل أنصفهم هادي بعد تحرير عدن، لا لم يلتفت لهم، وظل يتجاهل معاناتهم، وبدلا من ان يعيد لم الاعتبار، ذهب الى منح الرتب العسكرية الكبيرة لمن ليس لهم أي علاقة بالعسكرية، ولا يعرفون ابجديات العمل العسكري والقتال.

- عاد هؤلاء الضباط الى منازلهم، وكانوا فقط يبحثون عن راتب ضئيل لإعالة اسرهم.

- تحررت عدن وكان من المفترض ان يعمل هادي على تقديمها كنموذج لبقية المدن، ولكن استيقظ أهلها على حرب من نوع آخر، حرب الخدمات والكهرباء ومياه الصرف الصحي.

- بدأت عدن تعاني من الازمات من بعد ما اقيل نائف البكري (من منصب المحافظ)، وهناك تصريحات للشهيد جعفر محمد سعد، تثبت صحة ما نقول، الازمة بدأت منذ لحظة تسلم جعفر مقاليد السلطة المحلية، وقدم حياته شهيدا في سبيل محاولته انقاذ العاصمة.

- تسلم بعده السلطة السيد عيدروس الزبيدي، وكانت الكلفة أكبر، خسائر بشرية وانتكاسة وتعرض محافظ عدن الزبيدي ومدير الشرطة شلال شائع لعمليات إرهابية نجوا من بعضها بأعجوبة، ومع ذلك مضت الأمور رغم كل محاولات الإرهابيين التخلص منهم.

- ظن كثيرون ان الحرب فقط موجهة ضد سلطة عيدروس الزبيدي، اقالوا الزبيدي من منصبه، وظن الناس ان عجلة التنمية دارت مع وصول عبدالعزيز المفلحي محافظا لعدن، ولأن الرجل نزيه رفض كل أساليب الفساد والافساد، ونهب موارد عدن وقدم استقالته ببيان شهير سيظل وصمة عار في جبين بن دغر الى قيام الساعة.

- ترك المفلحي السلطة وتسلمت لأحمد سالمين، وظلت الحرب هي الحرب، تجار فاسدون أحدهم يتحكم بالمشتقات النفطية وأخر يتحكم بالمواد الغذائية من دقيق وزيت، ونحوه، والأخير بات يدعي بين الفينة والأخرى، ان "عدن" ملكه وحده. 

- ظن الناس ان هادي لديه دولة قادرة على انتشال الأوضاع المعيشية للسكان، فاكتشفوا ان هذه الدولة عبارة عن "لصوص وبلاطجة، كانت من أساليب حربهم اغلاق انابيب الصرف الصحي.

- ست سنوات والتحالف والمنح الدولية تصل حكومة هادي، ومع ذلك كان الفساد العنوان الأبرز، اسألوا عن الوديعة السعودية فين ذهبت؟

- تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي، كمشروع وطني، ومع ذلك تعرض للضغوط شعبية الا انه قبل ان تعمل حكومة أحمد عبيد بن دغر من عدن، ومع ذلك ظلت المعاناة كما هي والحرب لم تتوقف.

- حين قرر الناس للخروج تعبيرا عن رفضهم لسياسة العقاب الجماعة، قوبلت التظاهرة باعمال قمع وحشية، وهنا وقعت المسؤولية الأخلاقية على المجلس الانتقالي الجنوبي في رفض هذه الاعمال التي اعادت إلى الاذهان النظام السابق الذي كان هادي وبن دغر جزء منه.

- قبل المجلس الانتقالي الجنوبي ودخل في حكومة مناصفة وقدم تنازلات كبيرة في سبيل ان ينعكس هذا الاتفاق على حياة المواطن في عدن والجنوب، ولكن كانت الحرب اشد ضراوة.

- اليوم هناك من يبرر الفشل الى وجود المجلس الانتقالي الجنوبي، بل ويعلنها صراحة ان توقف هذه الحرب لن يكون الا بنهاية المجلس الانتقالي الجنوبي، والا فالحروب مستمرة.

- اليوم هناك من يتحدث عن ضرورة وجود الدولة ليس لتحرير الشمال من الحوثيين، ولكنه يريد دولة قوية قادرة على قمع وقتل الشعب في الجنوب واخضاعه بالقوة.

- منعت الحكومة المقيمة في الرياض معالجة ملف الكهرباء بما في ذلك انشاء محطة جديدة كانت الامارات قد اعتزمت البدء فيها لولا اعتراض جلال هادي، على اعتبار ان المحطة قد توقف عمل المحطة المشتراة التي يتقاسم استثمارها جلال هادي ومحمد السعدي واحمد العيسي وغيرهم.

- قبل ان تتحدث عن أهمية وجود دولة اسال نفسك هل تستطيع هذه الدولة ان توفر حاجيات المواطن، الإجابة بكل تأكيد، لا.. لا تستطيع، والا اين ذهبت أموال الوديعة السعودية، ودعم ما قبل الوديعة السعودية. 

- مشكلة اليمن في هادي ونائبه ومكتبه وفي الإدارة السعودية للملف اليمني.

- كنت أتمنى ان أسمع ان السعوديين عملوا تحقيق وجرد لنفقات الحرب نهاية كل عام، كم هي الأموال التي صرف وما هي النتائج التي حققت خلال العام، وأين تكمن نقاط الضعف او القصور.. لم يحدث هذا.

- يكفي ان يكتب سفير السعودية ان "اليمن بخير"، حتى وان كان جزءاً كبيراً من اليمن أصبح أبناً لإيران من الرضاعة.

- ليس من مصلحة السعودية ان "يصبح الجنوب المحرر من الحوثيين عنوان لمنطقة فاشلة"، هذا يخدم إيران ومشروعها التدميري، وليس من مصلحة الجنوبيين ان "يستمروا في الصمت" حيال كل هذه الممارسات.

- الصمت لن يطول وقد تجدوا الجنوب كله يهتف ضدكم وضد تواجدكم، لأن ما تحقق لعاصفة الحزم، ما كان له ان يتحقق لولا وجود شيء "اسمه الجنوب، بهويته السياسية والوطنية".

- مشكلتكم يا سادة انكم تريدون استعادة الشمال مقابل منح الجنوب لمن لم يقبل بهم الشمال، ولا نتمنى ان ينتهي بكم المطاف بخسرانكم للجنوب.. نحن لا نتمنى هذا ان يحدث، لا تقدم السعودية أي دعم للجنوب ولو من باب المقارنة بالشمال الواقع تحت قبضة الحوثي، الذي يتلقى دعما سعوديا سخيا منذ ميلاد الجمهورية العربية اليمنية التي جاءت على انقاذ عهد الامامة الموالي للسعودية حينها.

- فالجنوبيون "في القائمة السوداء" سياسيا واعلاميا، وقلت هذا قبل سنوات طويلة، ان السعودية ترفع شعار الوحدة وتمارس الانفصال بأبشع صوره، وانها ترى ان اليمن هو "عبارة عن مجموعة شيوخ من قبائل حاشد وبكيل"، وهذه النظر كانت لها كلفة كبيرة.

- نحن لا نتسول من أحد، ولم نفكر في السفر الى السعودية، لكن نريد ان نفهم هل من مصلحة الرياض ان تبقى الأمور في الجنوب على ما هي عليه الآن، ولم نمارس الابتزاز قط تجاه أي طرف، لكن انا أقول رأيي وسبق وقلته بعد سقوط عمران في قبضة الحوثيين (منتصف العام 2014م)، " ان لا خيار اما قطع يد إيران الا "دعم استقلال الجنوب".

- المشكلة تكمن في هادي كرئيس مفترض (مقيم في الخارج)، وإدارة سعودية سيئة للملف اليمني.

- ما الذي يخشاه التحالف العربي، أكثر من مسألة التهاون امام مشاريع لا تقل خطوة عن خطورة المشروع الإيراني الهادف الى تقسيم المملكة العربية السعودية وضرب استقرار المنطقة برمتها.

- لن تستقر المنطقة حتى لو ذهبت الإقليم الى مصالحة، فإيران مهما أبدت من حسن نية لا يمكن لها التخلي عن مشروعها، كذلك الحال بتركيا التي تريد إقامة دولة الخلافة العثمانية، والتي يراد لها ان تقام على أنقاض دول عربية لا تزال قائمة الى اليوم.

- هناك من يصور ان الجنوبيين (خصوم للسعودية)، وهذا غير صحيح، فلم يقصف الجنوبيون الأراضي السعودية ولم يخونوا قواتها في بلادهم، ولكن هناك بعض الأصوات التي ارتفعت منذ سنوات تطالب بإعادة هيكلة المسؤولين على الملف اليمني وبداية من السفير محمد آل جابر الذي فشل فشلا ذريعا في احداث أي اختراق ضد الحوثيين، وهذا ليس رأيي وحدي بل رأي كل من يهمه نجاح التحالف العربي.

- لا نريد ان تخسر السعودية، فقد ساهمت في سقوط شبوة في قبضة الإخوان، فأصبحت المحافظة النفطية مسرحا لتواجد التركي، فلا نريد تكرار ما حصل في شبوة، مع التنويه ان للجنوبيين الحق في البحث عن خيارات أخرى تساعدهم في الحصول على استقلالهم.

- الوقت يمضي سريعاً، وما هو متاح اليوم وممكن قد يصبح غدا مستحيلاً، من المهم ان يراجع التحالف العربي "مهمته في اليمن"، خاصة واننا داخلون على السنة السابعة حرب، بعد أيام قلائل..

 

#صالح_أبوعوذل

مقالات الكاتب