بغلة عمر .. ورعية الرئيس هادي

الرعيَّة هم عامة النَّاس الذين عليهم والٍ يرعى مصالحهم وأمورهم كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رعيته ، من منا لم يقرأ أو يسمع عن مقولة الصحابي الجليل رضي الله عنه وأرضاه الفاروق عمر الخطاب :   لو عثرت بغلة في العراق ، لسألني الله – أو قال : لخفت أن يسألني الله - عنها : لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر " . 

 

بغلة لا تعرف عمر ولا يعرفها ، ولا يعلم عمر بأي مكان جغرافي مجهول قد تكون تعثرت ، ولكنها الولاية للوالي الذي يخشى الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعمل صالح ، بغلة علم الخطاب أن حمايتها ورعايتها من صلب مهامه ويجب أن تحظى بجل أهتمامه ، بغلة في عصر التواصل الروحاني بين الرعية والراعي مخافة من مساءلة الله عنها يوم القيامة . 

 

السيد الرئيس هادي ما بقي من العمر أقل بكثير مما مضى ، ونهاية ورحيل السابقون يجب أن تكون لنا عبرة ودرس بليغ ، اليوم معظم الشعب تعثر ويتعثر ليس بسبب الفاقة والقحط والجراد ، بل بسبب تحملكم أمانة ما أديتم حق الله عليها في خلقه ، بغلة مجهولة الموقع الجغرافي وهي مجاز افتراضي من الفاروق رضى الله عنه أن الولاية أمانة ومساءلة عنها يوم القيامة . 

 

السيد الرئيس هادي يضرب الفساد لديكم ولدى بطانتكم في كل مدينة وقرية و منزل وشارع ومدرسة ومستشفى ، يضرب الفقر والجوع والمرض رعيتكم وأنتم هناك في بحبوحة عيشة الأمراء والملوك ، بسم الله الرحمن الرحيم  : 

 

قَالَتْ إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (النمل - 34) . 

 

نعم جعلتم أعزة رعيتكم أذلة وفقراء وجياع طمعا بالأرض والثروات وارضاء للملوك ، لا عذر لكم سيادة الرئيس فبغلة عمر مجهولة ، أما نحن القاصي قبل الداني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وتقارير الأمم المتحدة تصلكم أخبارنا ومعاناتنا وشقائنا ، ومع هذا كأن الأمر لا يعنيكم . 

 

أنتم من سخر وسلط علينا شرار القوم وفاسديهم وناهبيهم ، أنتم من يبحث دائمآ عن كل لئيم ومجرم وتولوه زمام البطش والتنكيل بحق هذا الشعب الذي ضحى كثيرا بالدم قبل المال . 

 

ملايين سيتعلقون بك يوم القيامة ليقتص الله منك جراء ما لحق بهم بالدنيا من ظلم وأدى بسببك وبسبب من وليتهم على رعيتك ، ولن نقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيك .

مقالات الكاتب