ملهم الثوار والليث المغوار القائد الشهيد "بسام العبادي الحوشبي" معجزة البندقية التي صنعت تاريخ الجنوب

 

شهدت منطقة ريمة بمديرية المسيمير الحواشب محافظة لحج مطلع العام 1984 للميلاد، ميلاد وأحداً من أندر القيادات الثورية الجنوبية في تاريخ حركات النضال السلمي والكفاح المسلح، وتحت ظل كنف دار من الحجر تعلم النخوة والشهامة والكرم ولعق الشجاعة من حليب الأم الحنون التي أرضعته وطناً مضى يحرق في سبيل الوصول إليه أيامه و سويعات حياته.

 

انخرط الملهم والقائد الثائر "بسام صالح العبادي الحوشبي" في ركب الثورة التحررية الجنوبية مبكراً حين كان يبلغ من العمر 13 عاماً، وبوصفه أصغر الشباب الأبطال المنضمين لحركة تقرير المصير الجنوبية "حتم" التي برز نشاطها المناهض للإحتلال بين أعوام 96 و98 للميلاد.

 

وكغيره من شباب وثوار حتم، تعرض المناضل الثائر "بسام صالح الشيبه" للإعتقال والملاحقة والسجن في الكثير من المرات وعلى ذمة العديد من الأحداث وزج به في غياهيب السجون السرية لقوات الإحتلال في لحج وعدن.

 

ومع بدء مسيرة الحراك السلمي الجنوبي في العام 2007م، وانطلاق فعالياته الميدانية مثل "بسام الشيبه" ورفاقه الدرع الواقي للثورة السلمية حيث أسهموا في تأمين المسيرات والفعاليات الثورية التي كانت تتعرض لهجمات قوات الإحتلال اليمني لاسيما ما كان يعرف بقوات الأمن المركزي والتي كانت تنتشر في انحاء متفرقة من محافظة لحج.

 

وشهدت تلك المرحلة والحقبة التاريخية قيام الملهم الثائر "بسام صالح الشيبه العبادي الحوشبي" بتأسيس أول قوات حزام أمني في تاريخ الثورات بالعالم، و نفذت هذه القوات الشعبية بلجانها المختلفة والتي يقودها "بسام الحوشبي" مهام ثورية ميدانية كبيرة بالمسيمير والصبيحة وتبن والملاح وردفان ولحج وعدن وغيرها من المحافظات والمناطق والمدن الجنوبية.

 

وعند اجتياح المليشيات الحوثية لبلاد الحواشب أواخر آذار من العام 2015م للميلاد، برز الدور المحوري والريادي والتاريخي للقائد "بسام صالح الشيبه العبادي الحوشبي"، الذي تصدى لجحافل المليشيات بعمل الكمائن العسكرية في عقان ولبوزة وقطع خطوط الأمداد عبر منفذ كرش وقيادة عدد من المواقع القتالية وسط مديرية المسيمير بمحافظة لحج.

 

وكانت اللحظات الأولى التي خاض فيها القائد الملهم "بسام الشيبه" ورفاقه غمار معركة الشرف والبطولة ضد المليشيات بجبهة المسيمير فارقة، بالوقت الذي كانت فيه نقطة تحول جذرية ومفصلية في تاريخ شعب الجنوب العظيم.

 

وتعرض موقع المقاومة في جبل قبيل بالمسيمير لأكثر من 4 عمليات اجتياح كبيرة من قبل المليشيات التي استخدمت مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والدبابات في محاولاتها المستميتة لإسقاط آخر حصون وتحصينات ومعاقل المقاومة الجنوبية في المسيمير الحواشب آنذاك.

 

واستشهد المهلم الثائر القائد "بسام العبادي الحوشبي" في معركة تحرير مدينة المسيمير في ديسمبر من العام 2015م للميلاد، مجسداً أروع ملاحم الفداء والتضحية من أجل الوطن، ومن هذا المقام وتخليداً لمآثر وإسهامات هذا البطل الفدائي والمحارب الجنوبي الجسور نطالب كل الجهات المسؤولة والمعنية بمن فيها المجلس الإنتقالي الجنوبي رد الإعتبار لنضالات مثل هؤلاء الأوفياء والمخلصين للوطن وقضيته العادلة، ولفت النظر لما سطروا من بطولات وأجترحوا من مآثر تكتب بماء الذهب في سجل تاريخ نضال شعب الجنوب.

 

وتزامناً مع اقتراب الذكرى السنوية لإستشهاد الملهم الثائر والقائد الفدائي "بسام العبادي الحوشبي"، يجب ان يرفع مجسم في بلاد الحواشب يحاكي أدواره النضالية والوطنية وتضحياته الجسيمة، تخليداً لعطاءاته البطولية الكبيرة التي أجترحها طوال حياته الزاخرة بالعطاء والنضال والعمل الوطني، كما يجب ان تقام بالمناسبة العروض العسكرية والحفلات الفنية والخطابية التي تحيي الذكرى السنوية لإستشهاد هذا البطل المغوار، وتجسد بطولاته الخالدة، كما يجب ان يطلق أسم الشهيد القائد "بسام الحوشبي" على المواقع الحضارية والمعالم التاريخية في الحواشب لكي تبقى ذكرياته حيه في قلوب وأفئدة الجميع.

مقالات الكاتب