المبعوث مارتن ..فشل في كل ما رطن !!

منذ انقلاب الحوثيين وحصول الأزمة الطاحنة في البلاد،تتابعت عملية ارسال المباعيث إلى اليمن مبعوث ينطح آخر، وكل مبعوث منهم يأخذ له فترة زمنية معينة، يطوف خلالها في بعض العواصم والمدن المختلفة،وعندما يوهن معوله يتم استبداله بٱخر،وهكذا تستمر الحكاية وتستمر المعاناة،  والمجازر الجماعية المرتكبة من قبل المليشيات الحوثية في ازدياد دونما رادع لهم .
 
استبشر عامة الناس في البلاد التي طحنتهاالحرب طحن الرحى في تعيين مارتن غريفيت مبعوثاً جديداً لليمن،وتعشم الكثير في مقدرة مارتن على وقف الحرب وإحلال السلام وحل الأزمة من جذورها،ويأتي هذا العشم وهذا التفاؤل من أن المبعوث مارتن ( يرطن) وينتمي إلى دولة قوية تتمتع بحق( الفيتو) في مجلس الأمن الدولي،وربما يسخرالراطن مارتن موقعه الثقيل هذا في حل الأزمة اليمنية وطي ملفها  في ( غضون) شهر أو شهرين على أكثر التقدير،لكن هذا ( الغضون) امتط وامتدحتى تجاوز الشهور والسنوات!! .
 
طبعاً المبعوث مارتن مثل سابقيه عقد عدة جولات ومشاورات منذ بداية توليه المهمة؛و( رطن) في كثير من العواصم؛ في الرياض رطن وفي صنعاءرطن وفي عدن رطن وفي مسقط وعمّان رطن وفي الكويت وطهران رطن ،ومن ثم كان يذهب بشحنةالرطن التي يجمعها خلال جولته، ليفرغها في اجتماع مجلس الأمن الخاص باليمن،الذي دائماً- بعدكل احاطة- يكتفي بالشجب والتنديدوإذا زاد على ذلك دعا الحوثيين إلى لزوم الانخراط في مفاوضات سلام جدية،ثم تعود  الاسطوانة من جديد تدور في حلقة مفرغةبدون تحقيق أي نتائج تذكر .
 
المبعوث مارتن صال وجال،رطن هنا ورطن هناك،داعب الحوثيين ولاطفهم وهدهدهم في مضاجعهم، أكل معهم السلتة والملوج وارتشف وإياهم البن والنبيذ،لكن آماله في حل الأزمة تبددت وجهوده خابت وذهبت أدراج الرياح،والسبب أن من أرسله مبعوثاً- في الحقيقة- لا يريد حل الأزمة بهذه السرعة، فالوقت في نظره مازال بكير، وإلا لأعطاه( الصميل) بدل( الحقيبة)!!. 
 
هاهو المبعوث مارتن ينهي مهمته بدون تحقيق أي نجاح في كل ما رطن،وسوف يستبدل بآخروهكذا دوماًستظل المباعيث ترسل إلى اليمن والأزمة ستظل باقية على حالها،طالما وإن القوم الذين يعيشون في المناطق التي سيطر عليها الحوثيون يحاكون أصحاب الكهف في سباتهم العميق على أمل أن يأتي لهم المبعوث الأممي بالقردعي والهندوانة وعلي عبد المغني لتحريرهم من أئمة آخر الزمان وهيهات أن يحصل هذا،وصنعاء لن تتحرر ما لم ينهض القوم فيها من سباتهم!!.

مقالات الكاتب