كلمة تقدير ..في حق راعي التكريم

 

حين تغيب الدولة ومؤسساتها الرسمية عن رعاية وتكريم المتفوقين والمبدعين من طلابنا وطالباتنا والمبرزين من المعلمين والمعلمات، وتغيب تلك المناسبات التكريمية التي كانت مخصصة للاحتفاء بيوم العلم، تشع في فضاء ومساحات وطننا نقاط ضوء متفرقة هنا وهناك لتضيء غياهب الدجى وتقابل الإهمال الرسمي باهتمام مجتمعي، وتعوض برعايتها ودعمها عن غياب العناية الرسمية ولا مبالاتها في الاحتفاء بالتعليم وأربابه. 

أقول ذلك وأنا أشارك للعام الثاني في حفل تكريمي لأوائل الطلاب والطالبات وللمعلمين والمعلمات في الغيضة عاصمة المهرة بدعوة كريمة من راعي هذه الفعالية التي تستحق الإشادة والتقدير..

صحيح أن المبادرة شخصية انبرى لها شخصية اجتماعية ، لكنها تستحق التشجيع والتعميم.. ويسجل لصديقي الشيخ وزير بن حسن الحميري اهتمامه بالتعليم وأربابه من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وكل من له صلة بدعم العملية التعليمية في محيط نشاطه بمحافظة المهرة برعايته الكريمة لمثل هذا التقليد السنوي الذي يحرص من خلاله على تكريم المبرزين والمتميزين من المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات تقديراً لجهودهم المثمرة وتحفزياً لهم لمزيد من النجاحات، وتلك ميزة حسنة وعادة حرص على انتظامها للعام التالي على التوالي ويأمل استمراريتها سنوياً، بل وتوسيعها من إطارها الضيق الذي يشمل أبناء قبيلة يافع في المهرة إلى أوسع من ذلك بتعاون الجميع من جهات رسمية وشخصيات اجتماعية، كما أفصح عن ذلك في كلمته التي ألقاها في مستهل الاحتفال الذي أقيم يوم السبت الموافق 16 أكتوبر 2021م تحت شعار "بالعلم والأخلاق نرتقي"، إذ دعا السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني ورجال المال والأعمال بمحافظة المهرة لتوحيد الجهود ليشمل التكريم كافة المتفوقين على مستوى المحافظة في حفل مركزي، وأوضح أنه لولا الإمكانيات المحدودة لكان له شرف تكريم الجميع دون استثناء.

وقد كان لي شرف المشاركة في هذا الحفل التكريمي مع زميلي د.محمود السالمي، والقيت كلمة نيابة عن ضيوف الشرف شكرت فيها راعي هذا الحفل وأوجزت الحديث عن مكانة التعليم في نهضة المجتمع وأهمية تظافر دور المدرسة والمجتمع في إنجاح العملية التعليمية، والتركيز على دور الأم في متابعة تعليم الأولاد، والتي قال عنها الشاعر(الأم مدرسة إذا أعددتها..أعددت شعباً طيّب الأعراق). 

وتم في الحفل تكريم أكثر من 100 طالب وطالبة من أبناء يافع في المهرة ممن حازوا على المراتب الأولى والثانية والثالثة في مختلف السنوات الدراسية في مدارس المهرة، فضلا عن تكريم عدد من المعلمين والمعلمات والمسؤلين عن العملية التعليمية والمهتمين بها. 

ومما يلفت الاهتمام ويستحق التقدير والثناء أن عدداً من أبناء وبنات راعي الحفل قد شملهم التكريم لحصولهم على مراكز متقدمة، وهو ما يعكس اهتمامه واهتمام أسرته بمتابعتهم وتحفيزهم وتشجيعهم على العلم والتفوق فيه، ولعله من المناسب أن نورد اسماءهم فيما يلي:  

(1) الرسامة وفاء وزير الحميري، سنة ثانية جامعة(إدارة مستشفيات كلية العلوم والتكنولوجيا) وعرضت عدداً من لوحاتها التي خصصتها لوالدها ولزوجها وللشاعر محمد سعيد الزعبلي، وأظهرت مهارتها في فن الرسم. 

(2) مجاهد وزير، احتل المركز الأول في الصف التاسع.

(3) أميرة وزير، المركز الأول في الصف الثامن 

(4) اليمامة وزير، المركز الأول في الصف السابع 

(5) فداء وزير، الأول في الصف التمهيدي

كما بَرَع أبناؤه (نشمي ومجاهد وجواس وتميم)في أداء رقصة البرع اليافعي بالزي التقليدي اليافعي ضمن الفقرات التي تخللت حفل التكريم، ومن تلك الفقرات رقصة نسائية مهرية من أداء عدد من الطالبات بالزي المهري. كما القى الشاعر محمد سعيد الزعبلي قصيدة رائعة في الحث على العلم والتعلم.

ونختتم بأبيات لراعي الحفل الشاعر الشيخ وزير بن حسن الحميري قالها في ختام كلمته الافتتاحية:

 

"قم للمعلم وفِهِ التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا"

قم للمعلم يا بُني تعظيما

واسمع كلامه من يربي الجيلا

فهو سراجاً في ظلام دامس

وهو منارة شامخة واكليلا

من للعلا يأخذ بِرَاح أيدينا

يستاهل التكريم والتفضيلا

وأقل واجب نحتفي به كلنا

وفوق رأسه نكثر التقبيلا

اليوم هيا للمعلم صفقوا

وكبروا بعدي مع التهليلا

فالعلم دونك يا معلم مستحيل

وبك طلوعي للفضاء معقولا

أنت أساساً للبناء والتنمية

لكن حسافه خانك المسئولا

لم يعرف أنه دون علمك جاهل

قزم أمامك وأنت زدته طولا

وهبته أحرف تفك لسانه

من عقدةٍ حتى تجيد القولا

لكن خسارة لم يفيك معلمي

حقك ولو بالمستوى المعقولا

نسي بإنك تستحق مكانةً

أعلى وقدراً لا قوةً لا حولا

نسي بإنك تستحق الراتب

أضعاف هذا الراتب المعلولا

فيا رئيس القوم قف لمعلمي

كاد المعلم أن يكون رسولا

 

ختاما... هذه مجرد تحية تقدير له ولأمثاله ممن يقدرون العلم ويشجعون المتفوقين من خلال تبنيهم لمثل هذه الفعاليات التكريمية التي تستحق الإشادة والتقدير.

وفي مثل هذه الأعمال المفيدة والمثمرة فليتنافس المتنافسون...

مقالات الكاتب