حق الهذيان

 
 
‏"من بين كل مئة شخص يوجد بالكاد شخص واحد يستحق أن نُجادله ، أما بالنسبة للآخرين فلنتركهم يقولون ما يريدون لأن من حق الناس أن يهذوا."
 
                  - آرثر شوبنهاور
 
 
 
وفّرت وسائل التواصل الاجتماعي منابر للهذيان على حساب الموضوعية وتمحيص الحقيقة فتهيواءت البعض يقدّمها انها حقيقة واقعة او قادمة لمجرد انه انفعل حبا او كرها بها
 
 
 
الحرب الروسية / الاوكرانية اضافت تعقيدا لحالة الحرب في اليمن اكثر مما وفّرت مساحات انفراج لها فالدب الروسي خرج اكثر شراسة من حسابات الغرب لردة فعله تجاه " اطلسة اوكرانيا " وجعل الغرب كل الغرب في وضع  مزري فشعاره يطابق شعار بوش الابن عشية احداث سبتمبر "من ليس معنا فهو ضدنا" فصمت الجميع كصمتهم في تلك الحرب وتركوا اوكرانيا تواجه مصيرها ولهذه الحرب ملفات مازالت تحت الطاولة كتلك الحرب التي بدات بافغانستان وتلتها بلدان اخرى
 
 
 
اكثر مايثير في تناولات وسائل التواصل الاجتماعي عندنا وضع استنتاجات ليست مدعومة بحقائق او بتحالفات ولا بقوة تفرضها على الواقع من قبيل القول ان العالم مهتم بايقاف الحرب في اليمن هذا العالم الذي اسقطت الحرب ورقة توت لياقته وصار يهذي لهول الصدمة بان اللاجىء الاوكراني الاشقر ليس كاللاجىء العربي او الافريقي وياتي من يستنتج في ظل هذه الحالة بان اليمن محل انظار العالم وان امدادات الغاز من بلحاف ستنقذ العالم بينما قطر وهي اكبر منتج ولاعب اقليمي ليس هيّن وفيها اكبر قاعدة امريكية تحميها ما تجرأت ولن تتجرا ان يكون غازها بديلا للغاز الروسي لاوروبا فكيف حال اليمن الذي تصنفه امريكا انه من ملاذات الارهاب !! فتكفي هذه الحجة ان "تسورن" القوة الروسية اليمن كسوريا!!
 
ما نسي بعضهم ان يهذي ان الاقليم توافق على "احمد علي " الذي لن يبلي اكثر من ابن عمه "علي محسن" فسيد مران وحلفاؤه ماكسرتهم حرب ثمان سنين عجاف ثلّجوا خلالها داهية العفاشيين فكيف بمن هم دونه وجعلوا حرب التحالف تدور في دائرة مفرغة !!
 
ولم ينسوا ان يرددوا بان الأمارات سمحت بتصدير الغاز من بالحاف  إلى أوروبا بضغط فرنسي لتصديره ، والكل يعلم ان فرنسا مالكة الغاز لا تحتاج ان تضغط لكنها ترتجف من رد الفعل الروسي ولن تقبل الامارات ضغطها وشيخها محمد بن زايد لم يرد على تلفون "بايدن" لانه يعلم ماذا يريد ؟وماهي تبعات مايريد!!؟...لكنه الهذيان!!
 
 
 
الامر لن يحتاج من روسيا ان تحرق اليمن ، ستضع قطعة بحرية امام بلحاف وفي اقصى الحالات ستضرب المنشأة وتحويلها الى كومة قمامة ولن تقيم امريكا واوروبا حربا عالمية بسبب ضربها!!
 
 
 
روسيا هددت كل الدول المنتجة للنفط والغاز لانها في معركة وجود قال عنها بوتين: "لاحاجة لنا بعالم لاوجود لروسيا فيه " والرسالة فهمها من يقراون الرسائل ولن تغامر اي دولة بالاعتماد على الحليف الاوروبي والامريكي وهو يولول لانه  لم ينقذ ذوي العيون الزرق في اوكرانيا بل ان بريطانيا عرضت على بولندا اسلحة لتزويد الاوكرانيين بها لكنها بريئة من مسؤوليتها وتتحمل بولندا المسؤولية
 
هذه هو الوضع الان باختصار بلا هذيان ولكن ايضا من حق الناس ان يهذوا!!

مقالات الكاتب