حول فتح الطرقات

تجربة العشر السنوات المنصرمة أكدت بالأدلة القاطعة أن مليشيات الحوثي لا يلتزمون باتفاق أو عهد أو وعد...وأن الجوانب الإنسانية هي آخر اهتماماتهم، إن لم تكن غير واردة أصلا في قاموسهم وسلوكهم.

وإن تحدث الحوثيون عن هذه الجوانب...فذلك فقط بهدف استغلالها واستثمارها لأجنداتهم الحربية والدعائية.

تجربة اتفاق استوكولهم الموقع بين الحكومة اليمنية وبين جماعة الحوثيين في 13 ديسمبر 2018، ليست ببعيدة.

فقد استثمر الحوثيون هذا الاتفاق لالتقاط أنفاسهم وإعادة تجميع قواهم المنهارة التي كانت قاب قوسين أو ادنى من الاستسلام للقوات المسلحة الجنوبية.

وبدلا من تنفيذ الجوانب الإنسانية من الاتفاق الذي نص على أن تودع جميع إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي اليمني للمساهمة في دفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية، بدلا من ذلك أعاد الحوثيون السيطرة على الموارد واستخدموا تلك الموانيء لتهريب السلاح والبشر وغير ذلك، واعادوا السيطرة على الحديدة كاملة بحرا وبرا...وكذلك المواقع والطرقات باتجاه تعز واب التي كانوا قد خسروها من قبل استوكولهم.

وهذه السياسة هي استراتيجية الحوثيين الثابتة للتعامل مع موضوع فتح الطرقات التي تم بها تقطيع أوصال مدينة تعز وكذلك مأرب والبيضاء.

ولكي يكون القارىء على بينة تامة فإن فتح الطرقات داخل مدينة تعز وبين محافظات الشمال هو أمر طبيعي وضروري.

هو طبيعي لإن لا ضرورات حربية ولم تكن هناك مواجهات حقيقية بمعنى الحرب.

إذ أن الحوثيين يسيطرون على الشمال كاملا تقريبا، وهذا الأمر انساني ومهم بالنسبة لعامة الناس للتنقل من وإلى مدينة مأرب ومدينة تعز على وجه التحديد حيث توجد بعض أحياء أو مناطق تحت سيطرة قوات موالية للشرعية بجانب قوات الحوثيين من ناحية أخرى.

ويختلف الوضع تماما فيما يخص الطرقات الواصلة بين محافظات الشمال المسيطر عليها من قبل الحوثيين وبين محافظات الجنوب التي حررتها وتدافع عنها القوات الجنوبية، وتحديدا بين الضالع واب، وبين لحج وتعز وبين ابين والبيضاء (عقبة ثرة) وبين شبوة وكل من البيضاء ومأرب.

هذه المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب ظلت وما زالت ساحة حرب لم تتوقف قط منذ بداية حرب 2015م (شهر مارس).

وبالتالي ظلت الطرقات من الجنوب إلى الشمال محكومة بقوانين الحرب ومراعى فيها مرور المدنيين للحالات الإنسانية وخاصة من الجانب الجنوبي.

انطلاقا من ذلك فإن فتح الطرقات الحدودية مع الجنوب بالنسبة للحوثيين وحلفائهم ،الظاهرين والمستترين، هدفه حربي صرف، لمحاولة تحقيق ما لم يستطع تحقيقه بالحرب المسلحة وبحرب الخدمات وبدعم الجماعات الإرهابية.
 

مقالات الكاتب