وتنتصر بن غبريط!

لو كنت مديرة السيدة ”واج” لاستقلت أمس، احتجاجا على ”تسريبات” الحكومة!
لا! لا أقارن بين تسريبات البكالوريا وتسريبات الحكومة، فالأولى حرب على وزيرة ”فحلة” ومن خلالها على مستقبل البلاد، والثانية إهانة للوكالة الرسمية، التي ظهرت أول أمس، مثل ”الأطرش في الزفة”، حيث كانت آخر من يعلم بالتعديل الحكومي الأخير، بعد أن تداولت كل المواقع الإعلامية أخبار التعديل

.
لماذا إذا وكالة أنباء وميزانية وجيش من الصحفيين، إذا كان لأصحاب القرار ”أصدقاء” يزودونهم بالأخبار قبل الوكالة التي من المفروض هي التي تأتي بالسبق الصحفي، لأنها ”الناطق” باسم الحكومة؟


ولا أتحدث عن التلفزيون الرسمي الذي تعود على الإهانة منذ سنوات، ولا علاقة لهذه الإهانات بمهنية الزملاء في ”واج” أو التلفزيون، وإنما السلطة هي من تريد تركيع التابعين لها وإهانتهم

!
أعود للتعديل الحكومي الذي تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أخباره منذ نهاية الأسبوع المنصرم، فإن أهم ما جاء به، هو خروج عمار غول من الباب الضيق، وهو الذي سلخ جلدة وجهه محاولا التملص من تصريحاته السابقة حول الفريق توفيق، عندما قال إنه ليس صديقه وإنما فقط كان يلعب معه الكرة، بعد أن كان يتفاخر بقربه من الرجل لما كان الآمر الناهي في السرايا

!
يا للإهانة! فحتى انسلاخه من ماضيه الإسلامي لم يشفع له، وهو الذي حرق دمه دفاعا عن العهدة الرابعة رفقة زميله الآخر المغضوب عليه عمارة بن يونس.
ربما لم يكن الرئيس مضطرا لهذا التعديل الذي لم يأت بجديد، الذي كان فرصة للتخلص من غول الذي فرح لإزاحته الكثيرون، سوى أنه أراد بهذا التعديل مد ”ذراع” الشرف لمن يريدون الإطاحة ببن غبريط، وها هو الرئيس يرد عليهم بتعديل، يسقط فيه آخر محسوب على الإسلاميين في الحكومة، ويجدد الثقة بالسيدة الوزيرة، وهي ثقة مستحقة، يصفق لها كل من يريد للمدرسة أن تتحرر من الفكر الظلامي

.
لا أدري إن كان ”خاوة” وزير العلاقات مع البرلمان دفع ثمن خلافه مع سعداني فطرده هذا الأخير من الحكومة، لكن بقاء وزير الإعلام في منصبه رغم ”مطالبة” قسنطيني له بالاستقالة جاء أيضا لتأكيد تمسك الحكومة بموقفها من قضية ”ربراب الخبر” التي ستفصل فيها العدالة بعد أيام

.
ومثلما كان متوقعا دفع وزير المالية عبد الرحمان بوخالفة ثمن تصريحاته الإعلامية المتناقضة حول الإمكانيات المالية للبلاد، والتي كثيرا ما أحرجت الحكومة

.
أما عن الرجل المثقف بوعلام بسايح، فلا أدري ماذا سيفعل بمنصب وزير دولة، وكان له شرف ترؤس المجلس الدستوري، ولا أدري كيف سيكون ممثلا للرئيس في هذه السن المتأخرة. أعرف جيدا أنه لا يزال قارئا ومتابعا للساحة الإعلامية والسياسية، لكن ألا يستحق الرجل تكريما واستفادته من الراحة بعد كل ما أعطى!

 

مقالات الكاتب