هيلاري.. هؤلاء المسؤولون عن جريمة أورلاندو!؟

ها هي هيلاري كلينتون تسارع للاستثمار في جريمة أورلاندو محاولة قطع الطريق على منافسها ترامب حتى لا يحصد أصواتا ضدها في سباق الرئاسيات، نوفمبر المقبل، ويستعمل هذه الجريمة، وهو الذي قاد حملته الانتخابية على خلفية كراهيته للمسلمين.

 

هيلاري طلت أمس عبر الشاشات، ”تتهم” السعودية وقطر والكويت بتمويل الإرهاب وتدعوها لمنع مواطنيها من تمويل الجماعات الإرهابية.

 

ويبدو أن هيلاري مصابة بفقدان الذاكرة، وهي التي صرحت بداية ما اصطلح عليه بالربيع العربي، أمام الكونغرس، بالقول إن ”هؤلاء الناس الذين نقاتلهم اليوم نحن من صنعناهم، دعونا نتذكر (...) وفعلنا ذلك لأننا كنا عالقين في حرب ضد السوفيات في أفغانستان لنمنعهم من السيطرة على آسيا، وذهبنا لتجنيد المجاهدين، جئنا بهم من السعودية وأماكن أخرى وطلبنا من السعودية تمويلهم وتزويدهم بالمذهب الوهابي”.

 

ثم لماذا لم تطالب هيلاري بوقف هذه البلدان تمويل داعش في سوريا والعراق وليبيا، ولا تتحرك إلا لما ضربت داعش في قلب أمريكا، وقوضت حظوظ هيلاري في الرئاسة لصالح ترامب؟ أم أن السعودية وقطر لما تمول الإرهاب في هذه البلدان تكون حليفة، لأنها تعمل هناك لصالح المشروع الأمريكي الصهيوني؟ أم أن كلينتون التي قالت إن إرهابي أورلاندو قد يكون مات لكن جرثومته التي سممت روحه لا تزال حية - ناسية أنهم هم من زرع هذه الجرثومة في جسدنا ودفعنا ثمنها خرابا - تحدد بهذا التصريح العدو المقبل لأمريكا وكأنها ترد على تساؤلاتنا من هو البلد المقبل الذي سيدفع ثمن غزوة أورلاندو؟ وها هي كلينتون تحدد عدو أمريكا، وإن كانت سبقت مؤشرات حول هذا ”العدو” منذ أسابيع، عندما أقر الكونغرس قانونا يسمح بمتابعة أمراء سعوديين بتهمة تمويلهم للقاعدة وتسببهم في جريمة 11/ 9، وغيرها من المؤشرات. لكن ما علاقة اتهام كلينتون للمملكة السعودية بما سبق ونشرته وكالة ”بترا” الأردنية الأحد الماضي حول تصريحات منسوبة لمحمد بن سلمان قال فيها إن السعودية مولت 20٪ من حملة كلينتون وأن السعودية كانت تدعم دائما الجمهوريين والديمقراطيين معا، وهذا رغم أن هناك من لا ينظر بعين الرضا لدعم الملك لامرأة مرشحة للرئاسة؟!

 

طبعا لم تذكر هيلاري تمويل السعودية لحملتها، لكن يبدو أنها ستتعامل مع المملكة مثلما تعامل ساركوزي مع القذافي، فبعد أن مول حملته الرئاسية، قاد الرئيس الفرنسي جيوش الناتو للإطاحة بالقذافي وتخريب ليبيا!

 

فهل وضعت هيلاري خريطة تقسيم المملكة السعودية على الطاولة، مثلما وضع قبلها بوش خريطة العراق؟ وللمفارقة أن السعودية وقطر - ولا أقول الكويت لأن موقفها من صدام معذور - كانت حليفة بوش في العدوان على العراق!

مقالات الكاتب