مقال لـ عبدالقادر جرادي | ملحمة النصر.. الجزء الثالث.

أستعرضنا في الجزئين السابقة الاولى والثاني حجم المؤامرة السياسية التي حيكت لأنهاء الأزمة في البلاد من خلال سياسة فرض الواقع ، باستكمال السيطرة العسكرية للقوة العنجهية الحوث عفاشية ، مسنودة بتواطئ دولي ، التي شنت هجمات عسكرية شرسة على المناطق الهامة التي تحت سيطرة المقاومة الجنوبية ، وكيف تم إفشال هذه الخطة بصمود المقاومة والتصدي لها والحاق الهزيمة في قواتها ، والأثار المترتبة من نتائج هذا النصر النوعي التي حققتة المقاومة الباسلة ، والقيادة العسكرية الفذة للمنطقة العسكرية الرابعة ، التي عززت من ثقة المقاتلين في مختلف الجبهات بالقيادة العسكرية  ، وألتفاف شعبي واسع من مختلف أطياف أبناء الجنوب . فعملت على رفع الروح المعنوية . ولم كافة فصائل المقاومة ، وترتيب صفوفها ،وإعادة توزيعها وانتشارها في جبهات القتال ، وإيجاد آلية تنسيق واتصال مع بقية الجبهات خارج عدن . وبعد أن تم وضع الخطط العسكرية ،للأنتقال بالمقاومة من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم لتحقيق الحسم العسكري على أرض العاصمة عدن والسيطرة عليها من قبل قوات المقاومة ، وأن ما حققتة المقاومة على الأرض ، والخطط الحنكة التي رسمها قائد المنطقة العسكرية الرابعه ، كان لها الدور المحفز والأثر الكبير لدى قيادة الدولة وقيادة قوات التحالف ، في التدخل البري وأسناد رجال المقاومة بالعدة والعتاد اللازمين لإنجاح هذه الخطة مع أستمرار الدعم الجوي . يقول اللواء الركن احمد سيف اليافعي قائد المنطقة العسكرية الرابعة ، في روايته التي سبق وأن نشرها بعد تطهير عدن مستعرض عبقرية خطته في تحقيق النصر ، (( لقد عملنا على معرفة حجم قوة العدو ، المتواجدة في المدن ، كريتر ، المعلاء ، التواهي ، خور مكسر ، وسحبها من المدن إلى خارج عدن في المناطق المكشوفة ،باتجاة لحج وغيرها ، من خلال نشر قوات  المقاومة في الشريط بين بير فضل وجعولة والمناطق المكشوفة بقصد الهجوم باتجاة دار سعد صبر ، وهيائنا ذلك واكثرنا من الحديث والاتصالات لمعرفتنا بتنصتهم على كافة مكالمتنا الهاتفية ، وقمنا نثرثر بذلك لكي تنقل لهم أذانهم وعيونهم عن خطة عملنا . وفعلا نجحت الخطة بسحب القوة الرئيسية والثقيلة من المدن . في الوقت الذي نزلت فيه قوات التحالف مدرعات إماراتية حديثة تم تزويدنا فيها وأجهزة اتصالات تبعد عنا التنصت ، ووصول دفع  من المقاتلين من أبناء الجنوب الذي تم تدريبهم بالخارج من قبل قوات التحالف ، واستمرت المناوشات في اتجاه جعولة بير فضل مع اسناد جوي من التحالف ))، وفي صبيحة يوم السابع والعشرين من رمضان ، يفاجئ القائد اليافعي المحنك ، بعملية التفاف وهجوم مباغت وسريع ، مستخدم المدرعات الحديثة التي دعمت بها الأمارات ، وفرق منتقاة من صفوف المقاومة ، حيث بادر بحركة التفافية سريعة الهجوم باتجاهات ثلاث للسيطرة على مطار عدن وخور مكسر (( ويستكمل روايته اتجهت الفرقة الأولى للسيطرة على معسكر الصولبان وجولة الرحاب في منطقة العريش شرق المطار عبر طريق المملاح ، الفرقة الثانية اتجهت إلى معسكر بدر بخور مكسر جنوب المطار عبر طريق الجسر البحري ، الفرقة الثالثة طريق الجسر جزيرة العمال لتساند الفرقتين وتصد  لأي محاولة لمد قوات العدو في مطار عدن ومعسكر بدر والتي يمكن أن تخرج من عدن وجبل حديد ، تمت العملية بسرعة فائقة وحققت اهدافها بوقت زمني قياسي وتمت السيطرة تماما على معسكر الصولبان ، مطار عدن ، معسكر بدر وخور مكسر بحلول ساعات الظهر من نفس اليوم . بحيث أمست المقاومة مسيطرة تماما على هذه الاماكن العسكرية الاستراتيجية الهامة . وتم قطع الطرق بين قوات العدو المتواجدة في عدن وخارجها وتشتيتها )) بهذه المحنكة العسكرية استطاعت المقاومة الجنوبية توجية الضربة القاضية ، وقصمت ظهر قوات العدو . واشتعلت عدن فرحا بهذا النصر الكبير . تعالت أصوات أزيز الرصاص بأصوات الزغاريد وسالت دموع الفرح وعادة البسمة ترتسم على كل الوجوه،  فأمست عدن والجنوب تحتفل برؤية هلال عيد النصر . لقد انتكست قوات العدو وتتالت الأنتصارات بتطهير كافة مدن عدن ومديرياتها ، حتى بلغت ،مشارف محافظة آبين شرق عدن ، وجزيرة ميدي وباب المندب غرب عدن ، وصولا للنصر الأكبر بأستعادة قاعدة العند الأستراتيجية الهامة ، فكانت المحافظات عدن ، ولحج ، وآبين ، والضالع ، حرة مطهرة خالية من عساكر العنجهية الحوث عفاشية ، وتحطمت أمال الدولة الساسانية الفارسية ، ونارها المجوسية بالسيطرة على درة الموانئ وأهم مضيق بحري عالمي مضيق باب المندب ، وجر عفاش بن مران السنحاني أذيال الخيبة خارجا من عدن يرافقه بهمن جاذوية ، والسيد ، ووقف فوق بغلته على قمة جبل ثرة على حدود محافظة البيضاء ، مكسور الجناح ، منكس الهامة ملتفت  بنظرة إلى عدن ، مردد مقولة جدة لأمة ، هرقل الروم الذي ودع فيها سوريا بعد معركة اليرموك ،فاعاد حفيدة عبارته الشهيرة ولكنها هذه المرة مصحوبة بالحسرة على عدن ( وداعا يا عدن وداعا لا لقاء بعده ) بهذه العبارة أكون قد أنهيت رواية ملحمة النصر التي سطرتها وحدة ، وتكاتف ، وأخلاص ، وتفاني ، وتضحيات ، وشجاعة ، وبسالة ، وأخلاقيات سامية ، تمتع بها شعبا أبي ، صبور تواق للحرية والمدنية والتنمية ونشر السلام والعيش بأمن وأمان أنه شعب الجنوب عرب اقحاح أصالة ، حضارة ، عراقة ، فسألوا التاريخ عنهم وعن أسلافهم الذين كانوا في طليعة من نشر راية الإسلام أيام الفتوحات الإسلامية ، وتابعوا نشر هذا الدين الحميد وشريعته السمحة وسنة نور الهدى السراج المنير صل الله عليه وسلم ، نشروه بأخلاقهم وحسن معاملتهم وصدقهم وأمانتهم فدخلت دول واقطار فيه بفضل ما كساهم الله بمحامد الصفات ومناقب الخصال وسمو الأخلاق . تحية للرجال الأشاوس الذي صبروا وصابروا ورابطوا وصدقوا ماعاهدوا الله عليه ، تحية بحجم الوطن لرجل بحجم الوطن وقائدا سيسطر التاريخ اسمه مقترن بكل نصرا تحقق على أرض الجنوب ، تحية نرفعها ونحفظها ونوصي بها الأجيال بعدنا لأشقائنا واخوتنا وسندنا في دول التحالف بحجم سلمان الحزم ، وأبناء زايد الأشاوس . ولكم مني خالص التحية ،،، 
 

مقالات الكاتب