أبين التي في خاطري

أبين كجزء من الجنوب خضعت لحكم الاستعمار البريطاني ثم للاحتلال اليمني ومن أشهر مديرياتها زنجبار وجعار.

 

وتشتهر هذه المحافظة بالزراعة حيث يوجد فيها آلاف الهكتارات المزروعة بأنواع الفاكهة و النخيل كما تشتهر بثروتها الحيوانية. وتعد الزراعة والاصطياد السمكي النشاط الرئيسي لسكان المحافظة، إذ تشكل المحاصيل الزراعية فيها نسبة لا بأس بها من إجمالي الإنتاج الزراعي في الجنوب ، وأهم المحاصيل الزراعية المنتجة في المحافظة القطن طويل التيلة (الذي فقدت زراعته الاهتمام في سنوات ما بعد الوحدة )والخضروات والفواكه وبعض الحبوب وأبين فيها قوة بشرية لا يستهان بها من الكوادر المدنية والعسكرية حيث أنجبت العديد من الرموز والقيادات .

 

 ورغم كل ما تتمتع به هذه المحافظة من سمات ومزايا وثروات حباها الله بها إلا أنها من أكثر المحافظات معاناة وفقراً وإستهدافاً لآلة التدمير اليمنية التي قد يكون أبناء أبين نفسها شاركوا في ما لحق بها من تدمير ولحق بأهلها من معاناة ومن ظلم ومآسي لا نبالغ لو قلنا أنها أكثر محافظة فقدت من خيرة أبنائها ورجالها منذ ما قبل الاستقلال الأول من المستعمر البريطاني فطوال مراحل الصراع التي مرت على أرض الجنوب كانت لأبين الحصة الأكبر من الضحايا وارتكاب جرائم الإغتيالات والقتل الجماعي فمنها ما ينشر ويذكر ومنها ما يُخفى ولكن التاريخ يسجل كل حدث وكل جريمة .

 

وأبين اليوم مازالت تجني وتحصد ما زُرع في تاريخها المأساوي الطويل .. ولا يعد هذا الحصاد مقتصراً على أسر وقرى ومناطق القيادات والكوادر المتورطة في الصراعات بل أنه يشمل جميع سكان أبين بما فيها من فقراء ومساكين وعجزة ونساء وحتى أطفال لا حول لهم ولا قوة , والمشكلة انه كل ما حاول شخص أن يذكّر بمعاناة أبين قيل له أبين سببها أبنائها !!

 

الفقراء والبسطاء هم كذلك من أبناء أبين وهم من يتحمل الوزر الأعظم من هذه المعاناة وهم من يحتاجون للوقوف معهم ومساعدتهم على التخلص من هذا كله فمن يجد في نفسه الإستطاعة أن يمد لهم يد العون يمدها دون تردد ومن يريد أم يلقي اللوم فقط حتى يغطي على عجزه فالأكرم له أن يصمت فقط ولا يجعل رأيه يؤثر على غيره ممن قد يكون فيه خير وقادر على إنتشال من هم اليوم في جب الفقر والعوز حتى أصبحت بعض الأسر العزيزة والمتعففة عن السؤال وطلب العون تأكل أوراق وثمار أشجار السدر وتعيش في بيوت مصنوعة من العشش والصنادق وتنعدم لديها كل وسائل الحياة الكريمة المتوفرة لأبسط الناس .

 

فلا تحملوا البسطاء وزر من أدخل أبين في خضم صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل خصوصا ونحن في شهر كريم وفي العشر الأواخر منه وأنتم توزعون زكاة أموالكم تذكروا وتحسسوا الفقراء في كل مكان ولا تقولوا ذلك كان السبب فيما يحدث جنبنا الله وإياكم العوز والحاجة لغيره .

مقالات الكاتب